قالت وسائل إعلام إسرائيلية، الإثنين 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن هناك شكوكاً تحيط بمجموعة من اليهود الإثيوبيين الذين أجلتهم إسرائيل خوفاً على حياتهم من الصراع في منطقة تيغراي، وأوضحت أنهم "قد لا يكون يهوداً".
صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أوضحت أنه في الوقت الذي احتفت به وسائل إعلام محلية خلال شهر فبراير/شباط الماضي بعملية إجلاء الإثيوبيين، فإن هناك شكوكاً تحيط بهم، وإن بعضهم ليسوا يهوداً، وربما ادعوا أن لهم أصولاً يهودية بغية الهرب إلى إسرائيل.
"مؤامرة" ضد إسرائيل
طبقاً للصحيفة، فإن "السلطات حين بدأت في التحقق من أصول 61 إثيوبياً قدموا إلى البلاد، اكتشفت أن أغلبهم وصل إلى البلاد بناء على طلب إسرائيلي واحد فقط أراد استحضار زوجته السابقة وموظفيه إلى إسرائيل، وأن أغلبهم ليسوا يهوداً ولم تكن حياتهم مهددة بالصراع".
الآن، تظن السلطات أن العملية التي هددت العلاقات الدبلوماسية بين تل أبيب وإثيوبيا قد تكون"مؤامرة".
ترجع القصة إلى بدايات الصراع في تيغراي منذ عام مضى، حين كان الصراع محصوراً في المناطق الشمالية من إثيوبيا. ووردت معلومات للسلطات الإسرائيلية بأن هناك مجموعة من أصول يهودية حياتهم مهددة بالخطر.
ونظراً لأنهم ليسوا يهوداً، فلا يحق لهم الجهرة لإسرائيل إلا بإذن من الحكومة.
بالفعل، وافقت حكومة بينيت على العملية، ولكن حين بدأت إجراءات التوطين، حامت الشكوك حولهم. وطبقاً لهآرتس، فقد توصل تحقيق سري إلى أن المهاجرين غالباً ليس لديهم أصول يهودية على الإطلاق، ولم يعيشوا قرب مناطق النزاع، وأن حياتهم لم تكن مهددة بالخطر، وأنهم ربما لم يكتبوا الحقيقة في أوراق الهجرة.
رجل أعمال إسرائيلي متورط
حين حاولت السلطات معرفة مصدر قائمة أسماء المهاجرين، اكتشفوا أن 53 اسماً جاءت من رجل أعمال إسرائيلي واحد، ليس معروفاً على الإطلاق في تيغراي، وأن من ضمن القائمة، زوجته السابقة المسيحية، وزوجها الجديد وأطفالهما.
توصل التحقيق إلى أنه ربما هناك "مؤامرة" لاستغلال ثغرات النظام لتحقيق مصالح شخصية، وأن التحضير لهذه المهمة اتسم بالتسرع وانعدام الدقة، وأنه بغض النظر عن الأصول اليهودية لهؤلاء، فستظل الشكوك موجودة حول العملية برمتها.
من ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أن هناك مسؤولين آخرين في الحكومة الإسرائيلية ما زالوا يدافعون عن العملية، ويؤكدون أن تحقيقات إدارة الهجرة ليست دقيقة، وأنها لم تضع في الحسبان شهادات كبار السن في المجتمع الإثيوبي الإسرائيلي، والذين يعرفون جيداً تاريخ العائلات اليهودية، وأكدوا أن المهاجرين لهم أصول يهودية.
نتيجة لهذا الانقسام، تقول الصحيفة إن هناك تردداً في تنفيذ عمليات أخرى لإجلاء اليهود الإثيوبيين، رغم اتساع رقعة النزاع واشتداد الخطر في أنحاء البلاد.