تجمع عشرات الآلاف من الإثيوبيين في أديس أبابا الأحد 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، للتعبير عن دعمهم لحكومة رئيس الوزراء أبي أحمد في الوقت الذي تخوض فيه القوات الاتحادية قتالاً ضد القوات المتمردة في إثيوبيا التي تهدد بالزحف على المدينة.
بينما أعلن مسؤول أمريكي عن فشل المساعي الدبلوماسية لإيقاف الاقتتال في ظل تشبث كل طرف بالحرب، وقال في تصريح لقناة "الجزيرة" الأحد إن الوساطة الأمريكية "باءت بالفشل".
كانت دول غربية دعت مواطنيها السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني لمغادرة إثيوبيا بسبب تفاقم الصراع المسلح والاضطرابات المدنية والعنف، وقالت الولايات المتحدة إن الوضع في إثيوبيا "مرشح لمزيد من التصعيد".
غضب أنصار أبي أحمد من أمريكا
ندد بعض المتظاهرين بحكومة الولايات المتحدة والقوى الأجنبية التي دعت إلى وقف إطلاق النار بعد أن اشتدت وتيرة الحرب المستمرة منذ عام والتي حصدت أرواح آلاف الأشخاص وسط تقدم قوات المعارضة مطلع الأسبوع الماضي.
تعهدت حكومة آبي أحمد بمواصلة القتال. وقالت الحكومة يوم الجمعة إنها مسؤولة عن تأمين البلاد وحثت الشركاء الدوليين على مساندة الديمقراطية في إثيوبيا، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
لف بعض المتظاهرين في ساحة ميسكل بوسط أديس أبابا أجسادهم بالعلم الوطني. واختص كثيرون الولايات المتحدة بالانتقادات. ورفع أحد المتظاهرين لافتة كتب عليها "العار عليكِ يا أمريكا" في حين ظهرت لافتة أخرى مكتوب عليها "على الولايات المتحدة أن تكف عن مص دماء إثيوبيا".
بينما عبر متظاهرون آخرون عن غضبهم من دعوة الولايات المتحدة للحكومة والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي لبدء محادثات.
فيما تساءل شخص يدعى تيجيست ليما (37 عاماً): "لماذا لا تتفاوض حكومة الولايات المتحدة مع إرهابيين مثل الشباب؟" في إشارة إلى حركة الشباب المتشددة المرتبطة بتنظيم القاعدة في الصومال.
أضاف "إنهم (الإرهابيين) يريدون تدمير بلدنا مثلما حدث في أفغانستان. لن ينجحوا أبداً فنحن إثيوبيون". وفي كلمة أمام الحشد استشهدت رئيسة بلدية أديس أبابا أدانيش أبيبي بتاريخ إثيوبيا في مقاومة القوى الاستعمارية لتبرير الحرب.
المتمردون يواصلون تقدمهم
فيما أكد المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا أن مقاتليه يتقدّمون نحو الجنوب و"يقتربون من أتاي" التي تبعد 270 كيلومتراً شمال العاصمة، وكذلك نحو الشرق باتجاه ميل الواقعة على الطريق المؤدي إلى جيبوتي وهو الأساسي لإمدادات أديس أبابا.
في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، قال رضا: "أديس أبابا بوتقة يعيش فيها ناس من كافة الاهتمامات، والقول إن أديس أبابا ستتحوّل إلى حمام دمّ إذا دخلناها أمر سخيف جداً. لا أعتقد أن هذه الفرضية (…) تتمتع بالصدقية".
كما أكد رضا أن السيطرة على العاصمة ليست "هدفًا". وقال "لسنا مهتمّين بشكل خاص بأديس أبابا بل نريد التأكد من أن آبي (أحمد) لا يشكل تهديداً لشعبنا". لكنه أشار إلى أنه في حال لم يرحل رئيس الوزراء فالمتمرّدون سيسيطرون "بالطبع" على المدينة.
في الوقت ذاته نفى أن تكون الجبهة تسعى لاستعادة السلطة التي فقدتها في 2018. وقال: "يمكنني أن أؤكد لكم أن ذلك لا يهمّنا.. نريد ببساطة أن نتأكد من أن صوت شعبنا مسموع، ومن أنه يمارس حقّه في تقرير مصيره خصوصاً عبر تنظيم استفتاء لتقرير ما إذا كان يريد أن يبقى في إثيوبيا أو أن يصبح مستقلاً".
الوضع مرشح لمزيد من التصاعد
يوم السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني قالت السفارة الأمريكية في أديس أبابا إن الولايات المتحدة أمرت موظفي الحكومة الأمريكية غير الضروريين في إثيوبيا بمغادرة البلاد بسبب تفاقم الصراع المسلح والاضطرابات المدنية والعنف.
كما طلبت الدنمارك وإيطاليا أيضاً من مواطنيهما في إثيوبيا مغادرة البلاد في الوقت الذي ما زالت فيه الرحلات الجوية متاحة بينما تتقدم قوات المتمردين في إقليم تيغراي وحلفائها صوب العاصمة أديس أبابا.
السفارة الأمريكية قالت في موقعها على الإنترنت "حوادث الاضطراب المدني والعنف العرقي تقع دون سابق إنذار. الوضع مرشح لمزيد من التصاعد ويمكن أن تنشأ عنه أزمات في سلاسل الإمداد وانقطاعات في الاتصالات وتعطل في السفر".
يوم الثلاثاء الماضي أعلنت حكومة آبي أحمد حالة الطوارئ قائلة إنها تخوض "حرباً وجودية" مع قوات إقليم تيغراي في شمال البلاد وحلفائها.
واتهم جيتاتشو رضا المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي آبي باستخدام حالة الطوارئ في اعتقال "الآلاف من عرقية التيغراي والأورومو".
لم ترد المتحدثة باسم الشرطة الاتحادية جيلان عبدي على طلب من رويترز للتعليق السبت. ويوم الخميس، نفت الشرطة أن تكون دوافع عرقية وراء الاعتقالات التي تلت سريان حالة الطوارئ.