أثارت محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، فجر الأحد 7 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إدانات واسعة داخل العراق وخارجها، في وقت تعيش فيه البلاد وسط أزمة سياسية على خلفية نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة.
كان مقر إقامة الكاظمي في العاصمة العراقية بغداد قد استُهدف بطائرة مسيّرة محملة بمتفجرات، ووصف الجيش العراقي الهجوم بأنه محاولة اغتيال، فيما قالت مصادر أمنية لوكالة رويترز إنه أسفر عن إصابة عدد من أفراد قوة الحرس الشخصي لرئيس الوزراء.
الولايات المتحدة الأمريكية وصفت محاولة اغتيال الكاظمي بأنها "عمل إرهابي"، وقالت وزارة الخارجية في بيان إن واشنطن مستعدة للمساعدة في التحقيق بالهجوم، مضيفةً: "هذا العمل الإرهابي الواضح والذي ندينه بشدة كان موجهاً إلى قلب الدولة العراقية".
من جانبها أدانت دولة قطر محاولة اغتيال الكاظمي، وقالت وزارة الخارجية في بيان: "نشدد على ضرورة ملاحقة الضالعين فيها".
كذلك أدانت السعودية استهداف الكاظمي، ووصفت وزارة الخارجية محاولة الاغتيال بأنها "عمل إرهابي جبان".
بدوره، أدان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي محاولة اغتيال الكاظمي، ووصفها بـ"المحاولة الغاشمة"، داعياً "القوى السياسية بالعراق إلى نبذ العنف والتكاتف للحفاظ على استقرار الدولة".
بالموازاة مع ذلك، اعتبرت إيران على لسان أمين مجلس الأمن القومي، علي شمخاني، أن محاولة اغتيال الكاظمي "فتنة جديدة وراءها مراكز الفكر الأجنبية".
إدانات محلية
داخلياً، توالت ردود الفعل الغاضبة من قبل مسؤولين وسياسيين عراقيين، على محاولة اغتيال رئيس الوزراء، وقال الرئيس العراقي برهم صالح، إن استهداف الكاظمي "تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق".
أضاف في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر: "لا نقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على النظام الدستوري".
بدوره، اعتبر رئيس إقليم كردستان شمالي العراق، نيجيرفان بارزاني، أن محاولة الاغتيال "تطور خطير يهدد أمن واستقرار البلد"، كما اعتبر الزعيم الشيعي مقتدى الصدر محاولة اغتيال الكاظمي "عملاً إرهابياً".
من جانبه، قال رئيس تحالف قوى الدولة، عمار الحكيم، إن "استهداف منزل رئيس الوزراء عمل مدان ومستنكر"، واعتبر في تغريدة له أن "استهداف رئيس أعلى سلطة تنفيذية في البلاد يمثل تطوراً خطيراً ينذر بأحداث أخطر".
بدوره، قال رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي: "أدين الاعتداء المشبوه الذي استهدف الكاظمي، وأدعو للحذر من خلط الأوراق؛ بالأمس قتل المتظاهرون السلميون واليوم استهداف رئيس الوزراء، لسنا في ساحة قتال يا سادة".
كان الكاظمي قد سارع إلى طمأنة العراقيين على سلامته، ودعاهم إلى التهدئة، وقال في تغريدة على حسابه في تويتر: "أنا بخير والحمد لله وسط شعبي، وأدعو إلى التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق".
يأتي هذا الهجوم على منزل الكاظمي عقب مواجهات اندلعت يوم الجمعة الفائت بين متظاهرين مناصرين لفصائل موالية لإيران، كانوا يحتجّون على نتائج الانتخابات، والقوات الأمنية التي تصدّت لمحاولتهم اقتحام المنطقة الخضراء، حيث يعتصم متظاهرون أمام اثنتين من بواباتها الأربع منذ أكثر من أسبوعين.