عبر إرسال وفود دبلوماسية رفيعة المستوى.. “الجامعة العربية” تبدأ حراكاً لإنهاء أزمتي السودان ولبنان

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/06 الساعة 17:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/06 الساعة 17:21 بتوقيت غرينتش
الجامعة العربية/رويترز

بدأت جامعة الدولة العربية، السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تحركات دبلوماسية لمحاولة إنهاء أزمتي السودان ولبنان، وذلك عبر إرسال وفود رفيعة المستوى إلى الخرطوم وبيروت.

حيث أعلنت جامعة الدولة العربية، مساء السبت، إرسال وفد رفيع المستوى من أمانتها العامة برئاسة السفير حسام زكي، إلى السودان؛ بهدف الإسهام في معالجة "الوضع المتأزم" هناك.

فيما أوضحت الجامعة، في بيان على موقعها الإلكتروني، أن الزيارة لم تُحدد مدتها، وأن الوفد وصل إلى الخرطوم مساء السبت.

البيان أشار إلى أنه من المقرر أن "يلتقي الوفد مع القيادات السودانية (لم يسمها) من المكونات المختلفة؛ بهدف دعم الجهود المبذولة لعبور الأزمة السياسية الحالية، في ضوء الاتفاقات الموقعة والحاكمة للفترة الانتقالية".

الوثيقة الدستورية الانتقالية

في حين سبق أن وقَّعت جامعة الدول العربية في أغسطس/آب 2019، على الوثيقة الدستورية الانتقالية، وشارك الأمين العام أحمد أبو الغيط في المساعي المبذولة آنذاك في جهود توفيق الآراء آنذاك، بحسب البيان.

كانت قوى "إعلان الحرية والتغيير" في السودان قد طالبت، السبت، بالرجوع إلى الوثيقة الدستورية، وعودة حكومة عبد الله حمدوك، للخروج من الأزمة السياسية الحالية.

يشار إلى أنه في 21 أغسطس/آب 2019، وقَّع كل من المجلس العسكري (المحلول) وقوى "إعلان الحرية والتغيير"، وثيقتي "الإعلان الدستوري" و"الإعلان السياسي"، بشأن هياكل وتقاسم السلطة في الفترة الانتقالية بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير.

لكن في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ بالبلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين.

قبل إعلان قرارات الجيش، كان السودان يعيش منذ أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كلٌّ من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقَّعت مع الحكومة اتفاق سلام، عام 2020.

الأزمة اللبنانية

في سياق آخر، قال مصدر مسؤول لوكالة رويترز، السبت، إن وفداً من الجامعة العربية سيزور بيروت، الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني؛ لبحث أزمة لبنان مع عدد من دول الخليج، التي تفجرت بعد تصريح لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي.

كما لفت المصدر إلى أن الوفد سيرأسه أيضاً حسام زكي نائب الأمين العام للجامعة العربية.

الوساطة الوحيدة المطروحة

يشار إلى أن الوساطة الوحيدة المطروحة على بساط البحث للتوصل إلى حل، جاءت من قطر التي التقى أميرها مع ميقاتي في غلاسكو على هامش اجتماع قمة المناخ يوم الإثنين 1 نوفمبر/تشرين الثاني.

في هذا الإطار، قال وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021: "هناك إمكانية مبادرة من قطر"، إلا أنه أشار إلى أنها في مراحلها الأولية، "لأن أمير قطر تحدَّث مع رئيس حكومة لبنان، لكن لم يتحدث مع السعوديين بعد".

كذلك أضاف: "توجد مساعٍ ومساعدة من الأمريكيين والفرنسيين، ولكن لا توجد مبادرة أخرى غير المبادرة القطرية".

فيما أردف: "أمير قطر الذي استطاع حل النزاع الذي دامَ ثلاث سنوات، بين قطر والسعودية وثلاث دول عربية أخرى، في وقت سابق من هذا العام، يستطيع أن يقوم بالوساطة بين لبنان والمملكة لسببين، أولاً هم واجهوا المشكلة ذاتها مع المملكة، وثانياً هم الآن أصدقاء.. يعرف تجربة لبنان ومن أكثر الدول التي يهمها لبنان ويعرف أيضاً المملكة.. إن شاء الله يقوم بمثل هذا المسعى، وإن شاء الله ينجح ونحن سنعطيه كل ما نستطيع لكي ينجح بمهمته".

كانت وزارة الخارجية القطرية قد ندَّدت بتصريحات قرداحي، لكنها لم تعلن عن أي تحرك دبلوماسي بعد الأزمة.

تصريحات قرداحي

كان قرداحي قد قال في مقابلة متلفزة، سُجلت في أغسطس/آب وبُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضيين، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات"، وذلك قبل تعيينه وزيراً في سبتمبر/أيلول الماضي.

تلك التصريحات أثارت أزمة دبلوماسية عاصفة بين دول خليجية ولبنان، وسط مساعٍ ومحاولة للوساطة من أجل إنهاء تلك الأزمة.

فخلال الأيام القليلة الماضية، أعلنت السعودية والإمارات والبحرين والكويت واليمن سحب سفرائها من بيروت؛ احتجاجاً على تصريحات قرداحي بشأن الحرب المتواصلة في اليمن منذ نحو 7 سنوات.

تاريخياً، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، لكنها باتت تشهد توترات بين حين وآخر، أحدثها في مايو/أيار الماضي، عقب تصريحات لوزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، قال فيها إن "دول الخليج دعمت صعود تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة".

جدير بالذكر أن اليمن يشهد حرباً منذ عام 2015، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80% من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.

لهذا النزاع المتواصل امتدادات إقليمية منذ مارس/آذار 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة الجارة السعودية عمليات عسكرية دعماً للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.

تحميل المزيد