قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، السبت 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن إدارته لديها سبل للتعامل مع ارتفاع أسعار النفط بعد أن رفضت أوبك وحلفاؤها (أوبك+) مناشدات أمريكية للمنتجين لضخ مزيد من الخام.
فيما لفت، خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض، إلى أنه لم يتوقع أن تستجيب مجموعة (أوبك+) والمملكة العربية السعودية وروسيا لدعوته إلى ضخ مزيد من النفط في الأسواق العالمية.
كما ذكر بايدن عندما سأله أحد المراسلين عما إذا كان سيأذن بالبيع من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي بعد أن تجاهلت "أوبك+" مناشدات الولايات المتحدة: "هناك عدد كبير من الأدوات الأخرى في ترسانتنا، ويجب أن نستخدمها مع دول أخرى في الوقت المناسب الذي سأتحدث عنه"، دون أن يكشف عن طبيعة تلك الأدوات أو في أي توقيت على وجه الدقة.
كانت "أوبك+"، وهي مجموعة من المنتجين تضم السعودية وروسيا ودولاً أخرى، قد رفضت، الخميس 4 نوفمبر/تشرين الثاني، مناشدات الولايات المتحدة تجاوز خطة سابقة لزيادة إنتاج النفط بمقدار 400 ألف برميل يومياً اعتباراً من ديسمبر/كانون الأول المقبل.
ارتفاع أسعار الوقود
في حين تجاوزت أسعار النفط 80 دولاراً للبرميل؛ مما أدى إلى ارتفاع أسعار الوقود للمستهلكين.
الرئيس الأمريكي واصل حديثه بالقول: "سيضخون مزيداً من النفط، لكن أن يضخوا كمية كافية من النفط فهذا أمر مختلف"، لافتاً إلى أن إدارته ستناقش هذه المسألة.
من جهتها، قالت وزيرة الطاقة الأمريكية، جينيفر جرانهولم، إن إدارة معلومات الطاقة تتوقع انخفاض أسعار البنزين إلى 3.05 دولار للغالون في ديسمبر/كانون الأول، وهو على الأرجح مستوى لا يمكن أن يدعمه الاحتياطي الاستراتيجي، على حد قولها.
لكن الوزيرة أضافت أن التوقعات يمكن أن تتغير، موضحةً أن بايدن سيتخذ أي قرارات بشأن استغلال الاحتياطي الموجود على سواحل تكساس ولويزيانا.
كان وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، قد صرّح مؤخراً بأنه أجرى محادثات مع الولايات المتحدة على الأصعدة كافة، لكنه رأى مجموعة "أوبك+" قامت بما وصفه بـ"العمل الصائب"، رغم الضغوط الأمريكية لزيادة الإنتاج.
أول صفقة في عهد بايدن
يشار إلى أنه في اليوم نفسه الذي اتخذت فيه مجموعة "أوبك+" قرارها الأخير، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الخميس 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أن وزارة الخارجية أقرت أول صفقة أسلحة كبرى للسعودية في عهد بايدن، من خلال بيع 280 صاروخاً جو-جو بما يصل إلى 650 مليون دولار، وقد أنتجتها "رايثيون تكنولوجيز".
على الرغم من كون السعودية شريكاً مُهماً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ينتقد مشرعون أمريكيون الرياض؛ لمشاركتها في الحرب باليمن، وهو صراع يُعد أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. ورفضوا الموافقة على كثير من المبيعات العسكرية للمملكة دون ضمانات بعدم استخدام العتاد الأمريكي في قتل مدنيين.
ستشمل الحزمة 280 صاروخاً جو-جو متقدماً متوسط المدى من طراز (إيه.آي.إم-120سي-7/سي-8) و596 قاذفة صواريخ من طراز (إل.إيه.يو-128)، إلى جانب حاويات ومعدات دعم وقطع غيار ودعم هندسي وفني من الحكومة الأمريكية ومن الشركة المتعاقَد معها.
كان بايدن قد ربط، في جلسة حوارية لشبكة CNN في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ارتفاع أسعار الوقود في الولايات المتحدة مع ارتفاع أسعار النفط عالمياً لمستويات قياسية، بالمملكة العربية السعودية وقلَّة العرض من دول أوبك و"الكثير من الأشخاص في الشرق الأوسط" الذين يريدون التحدث معه، لكنه استبعد التحدث معهم.
رغم أن بايدن لم يحدد من هم الأشخاص في الشرق الأوسط الذين يريدون التحدث معه، فإن الرئيس الأمريكي أكد منذ توليه السلطة، أنه لن يتواصل مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وسيتواصل فقط مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وذلك بعد نشر تقرير الاستخبارات الأمريكية عن اغتيال الإعلامي السعودي جمال خاشقجي.