قال قيادي مقرب من محمد دحلان، المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إن روسيا تُجري وساطة، لإجراء "مصالحة" داخل الحركة، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
ديمتري دلياني، القيادي السابق في "فتح"، والمقرب من دحلان، قال إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، يتوسط ويبذل جهوداً لإنهاء "الانقسام الفتحاوي"، بين تيار "دحلان"، وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
يأتي ذلك بعد أن التقى دحلان بوزير الخارجية الروسي لافروف، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني، في العاصمة الروسية، موسكو. وقال دلياني، إن اللقاء مع لافروف، ليس الأول، حيث سبقته لقاءات بين دحلان والقيادة الروسية، لم يكشف عنها.
لقاء دحلان قبل زيارة عبّاس
دلياني أشار إلى أن اللقاء تم بدعوة روسية، وتم فيه بحث ملفي المصالحة الداخلية في حركة "فتح"، والمصالحة الوطنية الفلسطينية بين "فتح" و"حماس". وبيّن دلياني أن دحلان أعلن على الفور، خلال اللقاء، "استعداده للمصالحة الداخلية في فتح".
أضاف أن دحلان قال لوزير الخارجية الروسي إن المصالحة الداخلية "ضرورة فتحاوية ووطنية، ومستعدون لها على الفور، على أن تكون مبنية على الأسس التنظيمية، وعمادها النظام الداخلي للحركة، والابتعاد عن التفرد في القرارات وتهميش الهياكل التنظيمية".
بيّن أن "هناك اهتماماً روسياً بقضية المصالحة الداخلية"، مضيفاً: "يمكن القول إن هناك جهداً روسياً عالياً". وأشار إلى أن لقاء لافروف بدحلان، تم "قبيل زيارة مرتقبة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، لموسكو".
أضاف: "نتوقع أن يبحث الجانب الروسي، قضية المصالحة مع عباس، ولا نعلم ما هي ردة فعله على ذلك، ولكن نأمل أن تتكلل الجهود بالنجاح". وفي عام 2011؛ طردت حركة "فتح"، دحلان، حيث كان يشغل منصب عضو اللجنة المركزية.
المصالحة الوطنية بين فتح وحماس
عن المصالحة الوطنية (بين حركتي فتح وحماس)، قال دلياني، إن "دحلان عبّر عن استعداده للعمل من أجل إنجاحها، وتشكيل حكومة وحدة، والذهاب إلى انتخابات شاملة".
وأضاف: "هناك جهود في هذا المجال، وهناك خطوات أنجزت في قطاع غزة، وخاصة في ملف المصالحة المجتمعية، والمطلوب أن ينضم عباس إليها".
بينما يسود انقسام سياسي وجغرافي، أراضي السلطة الفلسطينية، منذ عام 2007، اندلع إثر فوز حركة حماس، في الانتخابات التشريعية.
منذ ذلك الحين، تحكم حركة "فتح" الضفة الغربية، فيما تدير حركة حماس، قطاع غزة؛ وفشلت الكثير من الوساطات في إنهاء الصراع الدائر بين الحركتين.
الدور الروسي في فلسطين
تعد روسيا إحدى الدول الأربع التي ترعى مسار المصالحة الفلسطينية، بجانب مصر وقطر وتركيا، وفقاً لبيان أصدرته حماس وفتح، وقد أعربت عن استعدادها لتنظيم لقاء شامل للفصائل، بعد أن قدمت مصر اعتذاراً عن ذلك، قبل أن يجري الاتفاق على تنظيم اللقاء في بيروت.
قال أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لـ"عربي بوست" إن "ما رشح حتى الآن من إنجازات على مستوى تنظيم اللقاء الحاسم في القاهرة، كانت روسيا أحد أهم الأطراف في التوصل إليه، فقد رسخت مبدأ الثقة بين الطرفين المركزيين في الساحة وهما حماس وفتح، بفضل علاقاتها الجيدة التي ترتبط بكل الأطراف الإقليمية كمصر وتركيا وقطر والدول الأوروبية".
تابع المتحدث أن "ما تقوم به روسيا جزء من سياسة البلاد الخارجية في المنطقة، فالدولة لا تنكر أن لها مصالح مشتركة تسمح لها بالتدخل في قضايا المنطقة، وهذه المصالح تلقى قبولاً لدى الطرف الفلسطيني، لأنها لا تنتقص من حقوقه، وأهم نقاط التقاء وجهات النظر تتمثل برفض الطرف الروسي، كما الفلسطيني، الاعتراف بصفقة القرن وإدانة الاستيطان".
ترى روسيا أن إسهامها في مسار المصالحة سيفتح الباب أمامها للعب دور أكبر في القضية الفلسطينية بعد تتويجها بالانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني، سواء فيما يتعلق بمسار المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية، أو حجز مكان لها في السياسة الخارجية الفلسطينية للحفاظ مصالحها السياسية والاقتصادية في المنطقة.