قال موقع The Conversation الأسترالي، وفقاً لدراسة أجراها في تقرير نشره الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إن المسلمين بأمريكا تبرّعوا لصالح الأعمال الخيرية في عام 2020، أكثر من غير المسلمين.
رغم أنه لا يدين بالإسلام سوى 1.1% فقط من الأمريكيين، كما أن متوسط دخلهم أقل من غير المسلمين؛ فإن تبرعاتهم شكلت 1.4% من إجمالي تبرعات الأفراد، حيث أسهم مسلمو أمريكا، الأقلية شديدة التنوع وسريعة النمو، بتبرعات إجمالية قيمتها 4.3 مليار دولار لقضايا غالبيتها غير دينية على مدار العام.
التعرض للتمييز
من وجهة نظر الموقع أثناء بحثه بمجال الأعمال الخيرية، فإنّ نتائج هذه الدراسة شديدة الأهمية، لأنّها تكشف لأول مرة عن حجم ونطاق عطاء هذه الأقلية، ولأن المسلمين الأمريكيين يتعرضون لقدرٍ كبير من التمييز.
إذ اشترك الموقع الأسترالي مع منظمة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي منظمة إنسانية غير هادفة للربح، من أجل إجراء هذه الدراسة. وقد حصلوا على النتائج من استطلاعٍ أجرته شركة أبحاث SSRS على أكثر من ألفي أمريكي، نصفهم من المسلمين، بين 17 مارس/آذار و17 أبريل/نيسان عام 2021. بينما يصل هامش الخطأ في نتائج الاستطلاع إلى 3%.
أجاب المشاركون عن أسئلة تتعلق بعاداتهم الدينية، وممارساتهم في التبرعات، وأعمالهم التطوعية، ونوعية القضايا التي يدعمونها، ومخاوفهم إزاء كوفيد-19. كما سُئلوا عن تأثير حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي، وتأثير الرفاه المالي، على تبرعاتهم وعملهم التطوعي. وفي النهاية، تعرّفت الدراسة على ما تعرضوا له من تمييز، ورصدت وجهات نظرهم في معدلات التمييز بالمجتمع.
تبرعات للأعمال الخيرية
وجد القائمون على الدراسة أنّ المسلمين الأمريكيين تبرعوا للأعمال الخيرية بـ3.200 دولار أمريكي في المتوسط خلال عام 2020، مقارنة بمتوسط تبرعات 1.905 دولارات لدى بقية المشاركين. كما تميّزوا عن غير المسلمين في العديد من الأشياء الأخرى، حيث ذهبت نسبة 8.5% من تبرعاتهم لدعم قضايا الحقوق المدنية، مقارنةً بنسبة 5.3% لدى عامة الناس.
يرى الموقع الأسترالي أن معدلات العطاء المرتفعة هذه تعكس الجهود المبذولة لمحاربة الإسلاموفوبيا، وهو رهاب الإسلام النابع من التعصب وكراهية المسلمين. وعلى المنوال نفسه، تبرع المسلمون من أجل زيادة فهم العامة لدينهم، حيث موّلت نسبة 6.4% من تبرعاتهم الأبحاث الدينية، مقارنةً بنسبة 4% لدى بقية الأديان.
كما تحدّى مسلمو أمريكا مزاعم الإسلاموفوبيا من خلال القضايا التي دعموها. إذ ذهبت 84% من تبرعات مسلمي أمريكا لدعم القضايا الخيرية الأمريكية، بينما دعموا القضايا الخارجية بـ16% فقط من أموال تبرعاتهم، مما يتعارض مع الاعتقاد الخاطئ بأن مسلمي أمريكا يركزون على دعم القضايا الخارجية.
في المقابل تضمنت أهم أولويات العمل الخيري الأخرى لدى مسلمي أمريكا التخفيف من حدّة الفقر محلياً، والاستجابة لجائحة كوفيد-19.
تبرعات لتخفيف أضرار كورونا
حيث شكّلت التبرعات للقضايا التي تُخفّف أضرار كوفيد-19، على الصحة والتوظيف والأمن الغذائي، نسبة 8.8% من عطاء مسلمي أمريكا القائم على المعتقد، وذلك مقارنةً بنسبة 5.3% فقط لدى غير المسلمين. علاوةً على أن مساعدات الجائحة شكلت نسبةً كبيرة من تبرعات مسلمي أمريكا للقضايا غير الدينية. إذ ذهبت نسبة 14.3% من تبرعات مسلمي أمريكا لقضايا كوفيد-19، وبفارقٍ كبير عن غير المسلمين، حيث شغلت جهود إغاثة الجائحة نسبة 6.7% فقط من تبرعات غير المسلمين للقضايا غير الدينية.
يُمكن تعليل ذلك بحقيقة أن مسلمي أمريكي يُشكّلون نسبةً كبيرة للغاية من أعداد الأطباء المهنيين والعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية. إذ تصل نسبتهم إلى 15% من إجمالي الأطباء و11% من إجمالي الصيادلة في ولاية ميشيغان. كما أن 10% من أطباء مدينة نيويورك، و13% من صيادلتها، و40% من سائقي سيارات الأجرة فيها، مسلمون أمريكيون.
إضافة إلى ما سبق؛ فإنّ كل مسلم ملتزم بالغ وقادر، عليه أن يتبرع للأعمال الخيرية امتثالاً لفروض الدين. ومنها الزكاة، أحد أركان الإسلام الخمسة، والصدقة.