الجيش الإثيوبي يلجأ للعسكريين السابقين في مواجهة التمرد المتصاعد.. ناشدهم الانضمام لصفوفه خلال هذه الفترة

عربي بوست
تم النشر: 2021/11/05 الساعة 17:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/11/05 الساعة 18:34 بتوقيت غرينتش
قوات من الجيش الإثيوبي/ رويترز

ناشد الجيش الإثيوبي، الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، جنوده المتقاعدين وقدامى المحاربين، العودة لصفوف القوات المسلحة الاتحادية والمشاركة في العمليات العسكرية التي تهدف إلى صدّ تقدم قوات تيغراي، فيما دعت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية مواطنيهما في إثيوبيا إلى المغادرة "في أقرب فرصة ممكنة".

حيث نقل موقع مجلة "أديس ستاندارد" الإثيوبية عن الجيش الإثيوبي دعوته العسكريين السابقين "اللائقين بدنياً" إلى التسجيل في الفترة من 10 إلى 24 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تزامناً مع تصاعد التوترات والمواجهات بين القوات الفيدرالية والحركات المتمردة، على رأسها جبهة تحرير تيغراي.

كانت الحكومة والسلطات المحلية بإثيوبيا قد طلبت في الأسبوع الماضي، من المدنيين بالعاصمة تسجيل أسلحتهم والاستعداد للدفاع عن مناطقهم.

"ترتيب انتقالي"

في وقت سابق من الجمعة، شكّلت 9 فصائل مناهضة للحكومة المركزية في إثيوبيا تحالفاً جديداً أُطلق عليه اسم "الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية والكونفيدرالية الإثيوبية"، ويضم تحت لوائه الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي التي تقاتل حكومة آبي منذ عام، في حرب أودت بحياة الآلاف وأرغمت أكثر من مليونين على النزوح.

قبل الإعلان عن التحالف الجديد كان جيش تحرير أورومو انضم بالفعل إلى قوات تيغراي. وأكدت الجماعتان أنهما في بلدة كميسي بولاية أمهرة على بُعد 325 كيلومتراً من العاصمة.

في المقابل، اتهمت الحكومة الإثيوبية قوات تيغراي بالمبالغة في تصوير مكاسبها على الأرض.

بينما أكدت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الثلاثاء، أن قواتها تقترب من مدينة ميله، الأمر الذي يمكّنها من قطع الطريق السريع الممتد من جيبوتي المجاورة إلى العاصمة.

كما نفى المتحدث باسم الحكومة، ليجيسي تولو، الجمعة، هذا الادعاء قائلاً إن القتال يدور على بُعد 80 كيلومتراً من ميله. ولم يردّ على طلبات سابقة للتعليق.

التعاون بين أطراف التحالف الجديد

من جهته، قال يوهانيس أبرهة، من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، إن التعاون بين أطراف التحالف الجديد المناهض للحكومة يغطي الجوانب السياسية والعسكرية والدبلوماسية ويوسّع نطاق الاتفاق القائم فعلياً بين الجبهة وجيش تحرير أورومو.

أبرهة أضاف: "ندرس وضع ترتيب انتقالي وبيننا اتفاق على أن النظام الحاكم الآن يجب أن يرحل بأسرع ما يمكن"، موضحاً أن التحالف الوليد لا يجري أي اتصالات بحكومة آبي أحمد، لكنه يعتزم بدء التواصل مع الحكومات والهيئات الأجنبية.

بينما أشارت بيلين سيوم، المتحدثة باسم آبي أحمد، إلى تعليق نشرته على موقع "تويتر" وتدافع فيه عن حكم آبي منذ توليه السلطة في 2018، وذلك في معرض ردها على سؤال حول التحالف الجديد المناهض للحكومة.

كتبت سيوم في المنشور: "أتاح فتح المجال السياسي قبل ثلاثة أعوام، فرصة كبيرة للمتنافسين لتسوية خلافاتهم عبر صندوق الانتخابات في يونيو/حزيران 2021″، ولم تشر إلى التحالف بشكل مباشر.

كذلك وصف المدعي العام الإثيوبي، جيديون تيموثيوس، التحالف بأنه "حيلة دعائية"، وقال إن لدى بعض الجماعات سجلاً حافلاً من "التطهير العرقي".

بينما لم يرد جيتاشيو رضا، المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، على طلبات للتعليق.

إزاء تلك التطورات، دعت دول إفريقية وغربية إلى وقف فوري لإطلاق النار في إثيوبيا، الخميس، بعد أن قالت قوات إقليم تيغراي بالشمال إنها اقتربت من العاصمة أديس أبابا هذا الأسبوع.

إذ دعا وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن، الخميس، إلى وقف إطلاق النار، وقال: "يجب أن يتوقف الصراع في إثيوبيا".

"مغادرة إثيوبيا في أقرب وقت"

في غضون ذلك، طالبت السفارة الأمريكية لدى إثيوبيا، الجمعة، رعاياها بمغادرة البلاد في "أقرب وقت".

حيث أكدت السفارة على موقعها الإلكتروني، أن الأوضاع الأمنية في إثيوبيا "غير مستقرة".

أيضاً دعت السفارة السعودية، عبر حسابها على تويتر، جميع رعاياها في إثيوبيا إلى "ضرورة المغادرة في أقرب فرصة ممكنة؛ وذلك نظراً للظروف الحالية التى تمر بها إثيوبيا".

في حين حثت السفارة جميع المواطنين السعوديين بإثيوبيا على أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

جاء التحذيران الأمريكي والسعودي بعد يوم من تصديق البرلمان الإثيوبي على تطبيق حالة الطوارئ في عموم البلاد، بعد يومين من إعلان الحكومة لها، نتيجة تقدم قوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في ولاية أمهرة.

كانت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي قد أعلنت، يومي السبت والأحد، السيطرة على مدينة ديسي الاستراتيجية وكومبولتشا في الإقليم.

تأتي التطورات في "تيغراي" بعد مرور عام كامل على اندلاع اشتباكات في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بين الجيش الإثيوبي والجبهة، بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم رداً على هجوم استهدف قاعدة للجيش.

تحميل المزيد