نشرت صحيفة سعودية، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فحوى ما قالت إنها تسجيلات حصلت عليها لتصريحات أدلى بها وزير خارجية لبنان، عبد الله بوحبيب، تُظهر "حقده على السعودية ودول الخليج، وانسجامه مع دعاية حزب الله" (حليف إيران)، فيما ردّ الوزير وقال إنه "يسعى إلى فتح باب الحوار".
صحيفة "عكاظ" السعودية ذكرت، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أنها حصلت على "تسجيلات تظهر حقد بوحبيب على السعودية ودول الخليج، وانسجامه مع الدعايات المغرضة التي يروجها زعيم ميليشيا حزب الله (حسن نصرالله) وأعوانه في طهران".
أشارت الصحيفة إلى أن "تصريحات بوحبيب أدلى بها لمجموعة من الصحفيين على خلفية الأزمة الدبلوماسية الأخيرة مع المملكة (السعودية)، لكنه حاول التراجع عنها مطالباً إياهم بإخفائها وعدم نشرها، بعد أن نصحه مستشاروه بذلك"، وزعمت أن الوزير استجدى الصحفيين عدم إخراج التسجيلات للعلن.
كذلك هاجمت الصحيفة وزراء في لبنان، وقالت إن الأخير بدا "مقيداً عاجزاً حتى عن مواراة حماقات وزرائه الحزبيين أو التحرر من عنجهيتهم الجوفاء التي عزلته عن محيطه ورمت به في أتون مصير مجهول"، وفق تعبيرها.
رداً على الصحيفة، لم ينفِ بوحبيب إجراء المقابلة والتسجيلات، إلا أنه أوضح في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن "اللقاء الصحفي كان مقرراً موعده قبل نشوء الأزمة الراهنة الخميس الماضي 28 أكتوبر/تشرين الأول".
أضاف بوحبيب: "يهمني التأكيد أن هدف هذه المقابلة كان السعي إلى فتح باب الحوار وإزالة الشوائب بغية إصلاح العلاقة مع المملكة العربية السعودية وإعادتها إلى طبيعتها، وهو الهدف الذي أعمل جاهداً لأجله".
كان مما ذكرته الصحيفة أن "الوزير بدا منفعلاً من القرار الخليجي"، وقال: "إذا كنا لا نستطيع أن نختلف، لا أريد هكذا أخوة، اليوم إذا أقالوا قرداحي ماذا سنحصد من المملكة؟ لا شيء.. سيطلبون أموراً أكثر".
أضافت الصحيفة أن "بوحبيب خفف من أهمية الدعم المالي الخليجي إلى لبنان، ولم يتردد في التأكيد على أن حزب الله مشكلة في لبنان وللبنان، وقال إن الأمريكيين كانوا يطلبون منا بشدة خلال عهد ترمب التخلص من حزب الله".
كذلك قالت الصحيفة السعودية إن الوزير اللبناني في تصريحاته المسجلة "قلل من شأن دول الخليج وتعدى على سيادتها، وأطلق اتهامات لا مسؤولة تجاه المملكة، على نحو يعكس توجهات نظام بلاده السياسي وفق رؤى الحزب الخاضع لوصاية إيرانية (حزب الله)".
اتهمت الصحيفة الوزير أيضاً وقالت إن حديثه "بدا أكثر سذاجة وهو يبرر تهريب المخدرات وتصديرها عبر بلاده إلى المملكة".
بدوره قال الوزير في بيانه: "كنت أتمنى من الصحيفة الكريمة عكاظ السعودية أن تساعدنا في السعي إلى حل هذه الأزمة بدلاً من نشر سرديات مجتزأة ومغلوطة تصب الزيت على النار، لتأجيج محاولات مد جسور التلاقي".
لفت بيان بوحبيب إلى أنه "سيصدر توضيحاً مفصلاً في شأن هذا الموضوع"، آملاً "من كل وسائل الإعلام أن تكون وسيلة للتقارب لرأب الصدع والمساهمة البناءة في التقريب بيننا وبين الإخوة والأشقاء العرب".
أزمة مع الخليج
يأتي هذا بينما لا تزال الأزمة الكبيرة التي يواجهها لبنان مع دول خليجية مستمرة، إذ أعلنت خلال الأيام القليلة الماضية، السعودية والإمارات والبحرين والكويت واليمن سحب سفرائها من بيروت، احتجاجاً على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي حول حرب اليمن.
قبل تعيينه وزيراً في سبتمبر/أيلول 2021، قال قرداحي في مقابلة متلفزة، سُجلت في أغسطس/آب، وبُثت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".
من جانبها، أكدت الحكومة اللبنانية، أكثر من مرة، أن تصريحات قرداحي لا تعكس موقفها الرسمي، وأنها حريصة على الحفاظ على أطيب العلاقات مع كل دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما السعودية، فيما دعا سياسيون لبنانيون، بينهم نواب برلمان، قرداحي إلى الاستقالة، إلا أن الأخير رفض "الاعتذار" او "الاستقالة".
تاريخياً كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، إلا أنها توترت عام 2017، إذ اتهمت السعودية "حزب الله" بأنه يسيطر على القرار السياسي والأمني في لبنان، وهو ما تنفي الجماعة صحته عادة.
يُذكر أنه في مايو/أيار 2021، طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية وبقية دول الخليج.