توصلت دراسة استقصائية نشرها مركز "بيو" للأبحاث، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إلى أن قليلاً من الأشخاص داخل أمريكا أو في الدول المتقدمة يرون أن النظام الديمقراطي في الولايات المتحدة يضرب مثالاً يُحتذى به بالنسبة لبقية العالم.
صحيفة The Washington Post، قالت إنه في الدراسة التي أجريت هذا الخريف سأل مركز بيو 18850 بالغاً في 17 نظاماً اقتصادياً متطوراً، من بينها الولايات المتحدة، حول آرائهم في المجتمع الأمريكي والسياسات الأمريكية.
اشتملت البلاد المستطلعة آراء مواطنيها على بريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا وألمانيا وكوريا الجنوبية.
قال تقرير المركز: "قليلون جداً في جميع الشعوب المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن النظام الديمقراطي الأمريكي يضرب مثالاً جيداً تحتذي به الدول الأخرى".
فخارج الولايات المتحدة، قال 17% في المتوسط إن الديمقراطية الأمريكية تجسد مثالاً جيداً تحتذي به الدول الأخرى، بينما قال 57% إن النظام الديمقراطي الأمريكي "كان مثالاً جيداً، لكنه لم يعد كذلك في السنوات الأخيرة". وقال 23% إن الولايات المتحدة لم تضرب قط مثالاً جيداً للديمقراطية.
لم تختلف كثيراً الآراء السلبية التي عبر عنها المبحوثون من داخل الولايات المتحدة، إذ قال 19% فقط منهم إن الديمقراطية الأمريكية تقدم مثالاً جيداً. وقال 72% إن بلادهم "كانت مثالاً جيداً" للديمقراطية يحتذي به العالم، لكنها "لم تعد كذلك في السنوات الأخيرة".
بحسب نتائج الدراسة فإن الأشخاص في تايوان وإيطاليا واليونان الأكثر إيجابية بشأن وضع الديمقراطية في الولايات المتحدة، فيما كانت سنغافورة وأستراليا ونيوزيلندا الأقل إيجابية.
انقسام حزبي حاد
جاءت هذه الدراسة الاستقصائية بعد أن نشر الرئيس السابق دونالد ترامب ادعاءً زائفاً بأنه هو الذي فاز في الانتخابات الرئاسية، التي عُقدت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وليس الرئيس الحالي جو بايدن، وجاءت كذلك بعد أن اجتاح مؤيدو ترامب مبنى الكابيتول الأمريكي.
لكن رغم انتقاد الديمقراطية الأمريكية في المجمل، فإن 60% في المتوسط حول 16 بلداً قالوا إن الحكومة الأمريكية تحترم الحريات الشخصية لشعبها.
كشفت الدراسة كذلك عن انقسام حزبي حاد بين المستجيبين الأمريكيين، إذ أوضح مركز بيو أن الديمقراطيين والمستقلين الذين يميلون نحو الحزب الديمقراطي كانوا ضعف الجمهوريين والمستقلين الذين يميلون نحو الحزب الجمهوري، ممن قالوا إن الديمقراطية الأمريكية لم تضرب قط مثالاً يُحتذى به للبلاد الأخرى.
من بين ما كشفته الدراسة أيضاً أن السمعة الدولية للولايات المتحدة تحسنت منذ انتخاب الرئيس بايدن، إذ يقول 75% في المتوسط إن لديهم ثقة في أن بايدن سوف يفعل الشيء الصحيح في الشؤون العالمية، مقارنة بنسبة 17% في المتوسط قالوا الشيء نفسه عن ترامب في عام 2020.
تُشير صحيفة The Washington Post إلى أن هذه الدراسة الاستقصائية أُجريت قبل الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان، الذي سيطرت خلاله حركة طالبان على البلاد.