في صفقة هي الأولى من نوعها منذ سيطرة طالبان على مقاليد الحكم في أفغانستان، صَدَّرت كابول 45 طناً من حبوب الصنوبر إلى الصين، في خطوة تعتبر بمثابة المؤشر الأول لإعادة علاقات الصين مع أفغانستان، وهو ما يعد احتضاناً دبلوماسياً لطالبان ويمكن أن يمنح الرئيس الصيني شي جين بينغ نفوذاً استراتيجياً في آسيا الوسطى، حسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
فقد أشاد وانغ يو، سفير الصين، بالصفقة بوصفها "تفيد كثيراً من المزارعين الأفغان"، وذلك خلال حضوره مراسم قصيرة في مطار كابول يوم 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2021 مع كبار المسؤولين من طالبان.
المتحدث ذاته أكد أن الجانبين تغلبا على "صعوبات عديدة" لجعل الرحلة ممكنة، وأن الشحنة المتجهة إلى شنغهاي ستكون الأولى ضمن عشرات الآلاف من أطنان حبوب الصنوبر التي سيجري تصديرها إلى الصين.
كما أضاف أن هذا الأمر سيدر "مئات الملايين من الدولارات الأمريكية" من الدخل لطالبان. يأتي ذلك بعد أن التقى وانغ يي، وزير الخارجية الصيني، بالملا عبد الغني بردار، نائب رئيس وزراء طالبان، لإجراء محادثات تجارية الأسبوع الماضي في قطر.
بعد استيلاء طالبان على السلطة، جمَّدت واشنطن أكثر من 9 مليارات دولار من احتياطيات البنك المركزي الأفغاني المحتفظ بها في الولايات المتحدة. وتواصل الدول الأخرى التي لم تعترف رسمياً بحكومة طالبان تعليق التجارة مع أفغانستان.
مع ذلك، أشاد سفير الصين، وانغ، بافتتاح "ممر جوي لتصدير حبوب الصنوبر" بين البلدين. وكتب على تويتر: "إن حبوب الصنوبر الصغيرة تجلب السعادة للشعب الأفغاني والتذوق الجيد للشعب الصيني"، مضيفًا أن التبادل أظهر "رابطة الصداقة المهمة بين بلدينا".
جدير بالذكر أن تسليم صفقات حبوب الصنوبر إلى الصين قد أخذ الطابع الرسمي لأول مرة في عام 2018 في ظل الحكومة المدعومة من الغرب في كابول، حيث بلغت قيمة الصادرات 700 مليون دولار سنوياً، وفقاً لقناة Tolonews الأفغانية. قبل ذلك، كان يجري تهريب حبوب الصنوبر الأفغاني إلى باكستان لإعادة تعبئتها وتصديرها إلى الصين تحت العلامات التجارية الباكستانية.
من جانبه، صرح ذبيح الله مجاهد، نائب وزير الإعلام والثقافة في حركة طالبان: "الإمارة الإسلامية مسؤولة عن منع تهريب الصنوبر وتسهيل مصانع معالجة الصنوبر في ولاية بكتيا والولايات المجاورة".
وتجدر الإشارة إلى أن الصين تعهدت بأن تساعد في "إعادة بناء البلاد" في ظل ظروف معينة. أحد هذه الظروف ترمي إلى وجوب مكافحة طالبان "التهديدات الإرهابية" وقمع حركة تركستان الشرقية الإسلامية وغيرها من المنظمات الإرهابية التي تشكل "مخاطر على الأمن القومي للصين".