يجتمع أكثر من 120 من قادة العالم الإثنين 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، في غلاسكو الأسكتلندية، في قمة تمثّل "الأمل الأخير والأفضل" للتعامل مع أزمة المناخ وتجنّب وقوع كارثة وشيكة، بعد أن تسبب تغيير المناخ العام الجاري في أسوأ فيضانات وحرائق غابات راح ضحيتها المئات حول العالم وتسببت بخسائر ضخمة.
رئيس قمة الأمم المتحدة للمناخ ألوك شارما قال في حفل افتتاحها إنّ مؤتمر كوب 26 يمثّل "الأمل الأخير والأفضل لإبقاء (هدف) 1.5 درجة مئوية ممكناً"، مضيفاً: "إذا تحرّكنا الآن وتحرّكنا معاً، فسيكون بإمكاننا حماية كوكبنا الغالي".
ويعقد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ بعد أيام قليلة من إخفاق قمة مجموعة العشرين في الالتزام بموعد تم تحديده في 2050 للوصول إلى مستوى صفري لانبعاثات الكربون، وهو الأمر الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه شرط للحيلولة دون تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.
ولم تعترف محادثات مجموعة العشرين في روما سوى "بالأهمية الرئيسية" للوصول إلى مستوى صفري للانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحلول منتصف القرن أو نحو ذلك دون تحديد جدول زمني للتخلص التدريجي للدول من الفحم. ولم تخرج المحادثات بوعود قاطعة للحد من انبعاثات غاز الميثان وهو غاز آخر من الغازات المسببة لارتفاع درجات الحرارة.
فرصة أخيرة
فيما سيصعد الكثير من الزعماء إلى المنصة في غلاسكو للدفاع عن سجلاتهم المتعلقة بتغير المناخ وسيقدمون في بعض الحالات تعهدات جديدة في بداية أسبوعين من المفاوضات التي تصفها بريطانيا- البلد المضيف- بأنها فرصة إما لتحقيق نجاح كبير أو إخفاق تام.
ويهدف مؤتمر المناخ (كوب 26) والذي تأجل لمدة عام بسبب جائحة كوفيد-19 إلى الحفاظ على الهدف المتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل التصنيع؛ وهو المستوى الذي يقول العلماء إنه سيجنِّب الأرض أكثر عواقب الاحتباس الحراري تدميراً.
لتحقيق ذلك يحتاج المؤتمر إلى الخروج بتعهدات أكثر طموحاً للحد من الانبعاثات وجمع المليارات بغية تمويل مكافحة تغير المناخ والانتهاء من القواعد في سبيل تنفيذ اتفاقية باريس، وذلك بموافقة ما يقرب من 200 دولة وقّعت عليها بالإجماع.
وستؤدي التعهدات الحالية للبلدان بخفض الانبعاثات إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة الكوكب 2.7 درجة مئوية هذا القرن، وهو ما تقول الأمم المتحدة إنه سيؤدي إلى زيادة الدمار الذي يسببه تغير المناخ بالفعل، من خلال اشتداد العواصف وتعريض المزيد من الناس للحرارة الشديدة والفيضانات المدمرة والقضاء على الشعاب المرجانية وتدمير الموائل الطبيعية.
وبعد يومين من الكلمات التي يلقيها زعماء العالم اعتباراً من الإثنين ستعقب ذلك مفاوضات فنية. وليس من المرجح إبرام أي اتفاقات إلا بعد ساعات أو حتى أيام من موعد انتهاء المؤتمر في 12 نوفمبر/تشرين الثاني.
كلمات رؤساء الدول
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للصحفيين: "إذا كنا نرغب في الحيلولة دون فشل قمة المناخ فيجب أن نتخذ سلوكاً مغايراً ويجب أن أكون واضحاً في القول إنه إذا فشلت قمة جلاسكو فسوف تبوء العملية كلها بالفشل".
لكن مستوى الانتقادات بين الدول الأكثر مسؤولية عن الانبعاثات لن يجعل الأمر هيناً. ووجه الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقادات للصين وروسيا لعدم تقديمهما مقترحات على الطاولة.
وقال بايدن الذي يواجه معارضة في الداخل لطموحاته بشأن المناخ للصحفيين خلال مجموعة العشرين إن "خيبة الأمل تتعلق بأن روسيا والصين لم تقدما أي تعهدات للتعامل مع تغير المناخ".
وسيلقي الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة أمام المؤتمر في بيان مكتوب، وذلك وفقاً لجدول رسمي.