قالت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن عملاءً سابقين بجهاز الاستخبارات الأفغانية، وجنوداً من وحدات النخبة العسكرية، انضموا إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بعدما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان.
أشارت الصحيفة إلى أن العملاء وجنود النخبة السابقين الذي انضموا لـ"داعش" تلقوا تدريبات من الولايات المتحدة وتخلى عنهم رعاتهم الأمريكيون وباتت حركة "طالبان" تلاحقهم.
على الرغم من أن عدد المنشقين الذين انضموا لـ"داعش" حتى الآن لا يزال قليلاً إذا ما قورن بمجموعهم، إلا أنه الأهم ما يجلبه هؤلاء المجندون الجدد إلى داعش من خبرة حاسمة في جمع المعلومات الاستخباراتية والمهارات العسكرية، وهو ما قد يعزز قدرة التنظيم على تحدي تفوق طالبان وسيطرتها على البلاد.
أحد هؤلاء المنشقين هو ضابط سابق بالجيش الأفغاني كان يقود القوة المسؤولة عن مستودع أسلحة وذخيرة للجيش في مدينة غرديز، وقد انضم إلى فرع تنظيم داعش في أفغانستان، المعروف باسم "ولاية خراسان" الإسلامية، وقُتِل قبل أسبوع في اشتباك مع مقاتلي طالبان، بحسب مسؤول أفغاني سابق كان يعرفه.
المسؤول السابق قال إن عدداً من الرجال الآخرين الذين كان يعرفهم، وجميعهم أعضاء في الاستخبارات والجيش الأفغاني، انضموا أيضاً إلى "داعش" بعد أن فتشت طالبان منازلهم وطالبتهم بتقديم أنفسهم للسلطات الجديدة في البلاد.
داعش يستقطب عسكريين
من جانبه، قال رحمة الله نبيل، الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأفغانية والذي غادر البلاد قبل وقت قصير من سيطرة طالبان، إن "تنظيم داعش أصبح في بعض المناطق بؤرة استقطاب بارزة للأعضاء السابقين في قوات الأمن والعسكريين الأفغان الذين تركتهم الولايات المتحدة".
أضاف في تصريح نقلته الصحيفة الأمريكية: "لو كانت هناك حركة مقاومة، لكانوا انضموا إليها. لكن في الوقت الحالي، داعش هي الجماعة المسلحة الأخرى الوحيدة" في البلاد.
لطالما زعمت حركة طالبان أن ما يُعرف بـ"ولاية خراسان الإسلامية" كان تنظيماً من صناعة جهاز الاستخبارات الأفغاني والولايات المتحدة بهدف بث الانقسام داخل المقاومة للاحتلال الأمريكي والحكومة التابعة في البلاد، وهو ادعاء نفته واشنطن والحكومة السابقة في كابول.
من جهة أخرى، فإن أفغانستان تضم مئات الآلاف من ضباط الاستخبارات والجنود وأفراد الشرطة السابقين العاطلين عن العمل ويخشون على حياتهم رغم تعهدات طالبان بالعفو عنهم، وعاد قسم ضئيل منهم للعمل تحت سلطة طالبان، غير أنهم، مثل جميع موظفي الحكومة الأفغانية تقريباً، لم يتلقوا رواتبهم منذ شهور.
بدوره حذَّر مسؤول غربي كبير من أن "هذا بالضبط ما كان الوضع عليه في البداية مع جنرالات صدام حسين المحبطين، وهو ما يستدعي الحذر".
كانت الولايات المتحدة قد أعلنت حل قوات الأمن العراقية والجيش بعد احتلال العراق في عام 2003، وكانت النتيجة انضمام مجموعات منهم إلى "القاعدة"، وغيرها من المجموعات التي انبثق عنها تنظيم "داعش" بعد ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، قال مسؤولون أمنيون إن تنظيم داعش لا يقدم لهؤلاء المنشقين الحماية من طالبان فحسب، بل مبالغ نقدية معتبرة لأعضائه الجدد في أفغانستان.