هدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ"إجراءات انتقامية" اعتباراً من الثلاثاء 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، ما لم تغيّر بريطانيا موقفها بشأن أزمة الصيد، في أزمة متصاعدة بين الجارتين حول الملف الشائك الذي تفاقمت حساسيته بشكل كبير بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
تهديدات الرئيس الفرنسي جاءت على الرغم من اتفاق المملكة المتحدة وفرنسا الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول 2021، على العمل لإنهاء الخلاف الدائر بين البلدين بشأن الصيد، وبعد ساعات فقط من لقاء زعيمي البلدين في قمة العشرين؛ حيث تشاركا بعض النقاشات الثنائية، والابتسامات.
تهديدات فرنسية
بحسب شبكة "يورو نيوز" الأوروبية، فإن ماكرون "هدد بمنع سفن الصيد البريطانية من دخول موانئها وزيادة عمليات التفتيش على الصادرات البريطانية اعتباراً من الثلاثاء ما لم تمنح لندن تراخيص للقوارب الفرنسية بالصيد في المياه البريطانية".
ووفق ما ذكرته وكالة رويترز، قالت باريس إنها ستبدأ تكثيف عمليات التفتيش الحدودية والتفتيش الصحي على البضائع القادمة من لندن، مما يزيد من المعاناة الاقتصادية في بريطانيا، التي تعاني بالفعل من نقص العمالة وارتفاع أسعار الطاقة قبل أعياد الميلاد.
كما تدرس حكومة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كذلك، جولة ثانية من العقوبات، لا تستبعد مراجعة صادراتها من الكهرباء لبريطانيا. وقالت وزيرة البحار الفرنسية أنيك جيراردان، لإذاعة "آر.تي.إل": "ليست حرباً ولكنها معركة".
كان ماكرون قد قال في مؤتمر صحفي عقده في روما في ختام قمة العشرين: "لا أريد أي تصعيد، لكن يجب أن نأخذ الأمور على محمل الجد؛ وأتمنى ألا أذهب نحو إجراءات انتقامية.. بل أن أجد اتفاقاً".
استدعاء السفير الفرنسي
الخميس، استدعت الحكومة البريطانية السفير الفرنسي في لندن؛ للاحتجاج على تصرفات فرنسا في خلاف على المصايد السمكية بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما توعدت لندن بالرد على تهديدات باريس بفرض عقوبات عليها.
يأتي ذلك بعد أن احتجزت فرنسا سفينة صيد بريطانية دخلت مياهها الإقليمية دون ترخيص، وأصدرت تحذيراً شفهياً لسفينة ثانية، وسط خلاف مرير بين البلدين على حق الدخول لمناطق الصيد بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
إذ غضبت فرنسا من رفض بريطانيا منح صياديها العدد الكامل من تراخيص الصيد في المياه البريطانية، والذي تقول فرنسا إنه مكفول لها، وأعلنت الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول، إجراءات انتقامية إذا لم يتم إحراز تقدُّم في محادثات بهذا الخصوص.
من جانبه، قال وزير البيئة البريطاني جورج يوستيس، في وقت سابق، إن تهديدات فرنسا بتشديد الإجراءات ضد قوارب الصيد البريطانية تتجاوز القانون الدولي واتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع الاتحاد الأوروبي.
من جهتها، أعربت حكومة جزيرة جيرسي الخاضعة للسيادة البريطانية، عن "خيبة أمل كبيرة" إزاء الإجراءات التي أعلنتها باريس، الأربعاء. وأعلنت الجزيرة منح نحو 20 رخصة جديدة لقوارب فرنسية، غالبيتها مؤقتة.