اجتمع قادة دول مجموعة العشرين، السبت 30 أكتوبر/تشرين الأول 2021، في روما، في قمة حضورية لأول مرة منذ بدء جائحة كورونا، من المفترض أن يناقشوا خلالها مكافحة الوباء، وإنعاش الاقتصادي العالمي، وقضية التغير المناخي.
ويتألف تكتل مجموعة العشرين أو ما تعرف اختصاراً بـ"G20″، من بلدان تركيا والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والسعودية، والأرجنتين، وفرنسا، وألمانيا، والهند، وإندونيسيا، وإيطاليا، إضافة إلى اليابان، والمكسيك، وروسيا، وجنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، وأستراليا، والبرازيل، وكندا، والصين، ثم الاتحاد الأوروبي المكمل لمجموعة العشرين، وصندوق النقد والبنك الدوليين.
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أنه "لا يزال الطريق أمامنا طويلاً على صعيد كل أهدافنا المناخية، وعلينا أن نحث الخطى. لم يفت الأوان لكن علينا التحرك الآن".
وقد سبق لغوتيريس أن دق ناقوس الخطر مرات عدة، محذراً من "كارثة مناخية" في المستقبل، ومشدداً على "المسؤولية الخاصة" التي تتحملها دول مجموعة العشرين، التي تمثل الجزء الأكبر من الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة.
وأكد "لا يزال بإمكاننا أن نضع الأمور على السكة الصحيحة، واجتماع مجموعة العشرين هذا فرصة للقيام بذلك".
أزمة المناخ
كان رئيس الحكومة الإيطالي ماريو دراغي، قد دعا في مطلع أكتوبر/تشرين الأول، إلى "التزام مجموعة العشرين بضرورة حصر الاحترار المناخي بـ1,5 درجة مئوية"، وهو هدف طموح منصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، في الطائرة التي تقله إلى العاصمة الإيطالية "لن نوقف الاحترار المناخي في روما أو خلال قمة المناخ، جل ما يمكننا أن نأمل فيه هو إبطاء ارتفاع الحرارة".
وجدد جونسون التأكيد على "القدرة على التخلي عن الفحم" خلال اتصال هاتفي، الجمعة، مع الزعيم الصيني شي جينبيغ، الذي لن يشارك على غرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حضورياً في قمة مجموعة العشرين، بل عبر تقنية الفيديو.
فيما أبدت بكين بعض المرونة في موقفها، واعدة في سبتمبر/أيلول 2021، بوقف بناء محطات طاقة تعمل بالفحم الحجري في الخارج، إلا أن الصين ومعها الكثير من الدول الناشئة، تعتمد بشكل كبير على مصدر الطاقة الأحفوري هذا الذي تنجم عنه انبعاثات عالية جداً من ثاني أكسيد الكربون، لتشغيل محطاتها الكهربائية في ظل أزمة الطاقة العالمية الحالية.
تقدم مضمون حول الضرائب
وفرض النقص المتكرر في السلع والمواد في سلسلة الإمدادات العالمية، الذي يهدد بالتأثير سلباً على وتيرة الانتعاش الاقتصادي، نفسه على جدول أعمال اجتماعات روما، التي ستتناول أيضاً دين أفقر دول العالم، والجهود الهادفة إلى تلقيح السكان لمكافحة جائحة كوفيد-19.
يتعلق التقدم الوحيد المضمون خلال قمة مجموعة العشرين هذه بالضريبة العالمية. فيتوقع أن يقر على أعلى المستويات السياسية فرض الحد الأدنى من الضريبة العالمية على الشركات متعددة الجنسيات.
وبات التحدي يتمثل بتطبيق هذه الآلية في كل بلد، ما يخفف من إمكان حصول تجنب ضريبي من قبل الشركات العالمية على أن تؤمن 150 مليار يورو من الإيرادات الإضافية. والهدف الموضوع لبدء فرض هذه الضريبة محدد في العام 2023.
ومن المقرر تنظيم مظاهرات عدة السبت في روما، دعت إليها نقابات واليسار المتطرف ومنظمات بيئية، مع توقع مشاركة آلاف الأشخاص. وقد حشد أكثر من خمسة آلاف شرطي ودركي وجندي وستحلق مروحيات وطائرات مسيرة باستمرار في أجواء العاصمة الإيطالية، فيما تم "تحصين" الحي الذي تعقد فيه القمة.
اجتماعات ثنائية
وسيستغل قادة مجموعة العشرين فرصة اجتماعهم حضورياً للمرة الأولى منذ بدء الجائحة لعقد اجتماعات ثنائية أو ضمن مجموعات صغيرة.
فقد اجتمع السبت الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، فضلاً عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، للاتفاق حول معاودة المفاوضات مع إيران.
ويلتقي إيمانويل ماكرون -الذي كرّس الجمعة المصالحة مع جو بايدن بعد أزمة الغواصات- الأحد، بوريس جونسون، على خلفية الأزمة الناشئة بين البلدين، بشأن صيد الأسماك، إثر خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.
كما تجاذب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أطراف الحديث مع عدد من زعماء مجموعة العشرين، على هامش القمة المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما، أبرزهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
صور أظهرت الرئيسين التركي والأمريكي يتصافحان ويتبادلان الحديث والضحك أثارت الانتباه لما تشهده العلاقة بين الدولتين من أزمة بسبب طائرات إف 35.
كانت أنقرة قد طلبت شراء أكثر من 100 طائرة إف-35، والتي تصنعها لوكهيد مارتن أيضاً، لكن تم إبعاد تركيا من برنامج صناعة الطائرة في عام 2019 بعدما اشترت أنظمة إس-400 الروسية للدفاع الصاروخي التي تقول واشنطن إنها تشكل تهديداً للطائرة إف-35 التي تتمتع بقدرات التخفي عن الرادار.
في وقت سابق، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تتراجع عن صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400″، كما تحدث عن بعض الملفات العالقة بين أنقرة وواشنطن، متسائلاً عن مصير صفقة طائرات "إف-35".
أردوغان أضاف قائلاً: "على سبيل المثال، كيف ستُحل قضية طائرات إف-35؟ لقد دفعنا ملياراً و400 مليون دولار، ماذا سيحدث بتلك الأموال؟ نحتاج إلى معرفة مصيرها، فنحن دولة لا تبذّر أموالها، إما أن يعطونا الطائرات وإما أن يعيدوا لنا الأموال".
وحول علاقات أنقرة وواشنطن، قال أردوغان: "سنلتقي (الرئيس الأمريكي جو بايدن) في روما إذا أتيحت الفرصة، وعلى الأرجح سنجتمع في غلاسكو، ما يعني أن ثمة خطوات مبشرة يتم اتخاذها".