طالبت مجموعة من اللاجئين المصريين المتواجدين في بريطانيا، رئيس وزراء المملكة المتحدة بوريس جونسون، بسحب دعوته التي أرسلها إلى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من أجل المشاركة في المؤتمر الدولي السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP26)، طبقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 28 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
حيث وقّع نحو 40 مصرياً طلبوا اللجوء السياسي في المملكة المتحدة على خطاب مفتوح للتعبير عن قلقهم بعد علمهم أن الحكومة البريطانية دعت السيسي لحضور قمة مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في أسكتلندا، والتي من المقرر أن تنطلق يوم الأحد 31 أكتوبر/تشرين الأول.
الموقعون على الخطاب قالوا: "اضطررنا، مثل العديد من المصريين قبلنا وبعدنا، للنجاة بحياتنا من مصر؛ حيث يقوم النظام العسكري الذي يقوده عبدالفتاح السيسي بقتل، واضطهاد، وتعذيب، واستعباد المدنيين إذا جرأوا على رفع أصواتهم المناهضة للظلم على يد حكومة السيسي".
فيما أضاف الخطاب: "تفخر المملكة المتحدة بكونها دولةً تدافع عن حقوق الإنسان والفرص المتساوية، وقد منحتنا الأمان والحماية والحرية بعد أن أُجبرنا على ترك وطننا. ويد السيسي ملطخةٌ بدماء آلاف المصريين. وهو السبب وراء فقدان الآلاف منازلهم. لقد قتل نظام السيسي مئات المدنيين في مذبحةٍ دامت ليومٍ واحد"، في إشارةٍ إلى مذبحة رابعة عام 2013 التي نفذت خلالها قوات الأمن المصرية عمليةً وحشية لتفريق آلاف المتظاهرين في القاهرة بالقوة، مما تسبب في مقتل ألف شخصٍ على الأقل، بحسب تقارير حقوقية دولية.
"قمع وسائل الإعلام"
كما أشار الخطاب المفتوح إلى أنّ عهد السيسي شهد قمع وسائل الإعلام وخضوعها لسيطرة الجيش، في حين يتعرض العديد من الصحفيين للاعتقال، مشدّداً على ضرورة سحب الدعوة التي تم توجيهها للسيسي "فوراً".
خطاب اللاجئين المصريين أردف: "كنا محظوظين بالحصول على حق اللجوء في المملكة المتحدة، ولدينا حرية كاملة للتعبير عن الرأي، لكن شعبنا في مصر يعيش في حالة خوفٍ دائمة ويُسلب أبسط حقوقه الإنسانية. لذا فإن دعوة ديكتاتور من هذا النوع ستمثل انتهاكاً صارخاً لقيم حقوق الإنسان البريطانية التي تزعم حكومتكم الدفاع عنها. إنكم تبعثون بدعوةٍ إلى رجلٍ يُناهض كافة القيم البريطانية".
في حين طالبوا رئيس الوزراء البريطاني بـ"الضغط على السيسي من أجل تحسين أوضاع حقوق الإنسان في مصر، بدلاً من تشريفه بدعوته إلى قمة تجمع قادة العالم من أجل مستقبل أفضل للبشرية"، مؤكدين أن "حكومة السيسي يمكن أن تستغل المناسبة لتبييض السجل المروع لانتهاكاتها لحقوق الإنسان".
بينما ختم اللاجئون خطابهم بالقول: "لا يمكننا الكشف عن أسمائنا، لأننا نخشى على سلامة عائلاتنا وأحبائنا الذين ما زالوا يعيشون في مصر، حيث يواصل نظام السيسي استهداف ومراقبة واعتقال عائلات المنفيين واللاجئين".
قمة "غلاسكو"
من المقرر أن تستضيف غلاسكو الأسكتلندية اجتماعاً لزعماء من حول العالم في الدورة الـ26 لمؤتمر المناخ الأممي، وذلك في الفترة بين 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري و12 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، برئاسة المملكة المتحدة. ومن المتوقع أن يحضرها نحو 20 ألف شخص من كافة دول العالم تقريباً، بينهم علماء وقادة ونشطاء.
بحسب منظمات حقوقية دولية، تشهد مصر في ظل حكومة الرئيس عبدالفتاح السيسي أسوأ أزمة حقوقية منذ عقود؛ فلا يزال عشرات الآلاف من منتقدي الحكومة، ومن بينهم صحفيون ومدافعون حقوقيون، مسجونين بتهم ذات دوافع سياسية، والعديد منهم في الحجز المطول قبل المحاكمة.
كما تستخدم السلطات غالباً تهم الإرهاب ضد النشطاء السلميين وضايقت واعتقلت أقارب معارضين في الخارج.
في حين أدى تفشي فيروس كورونا المستجد إلى تفاقم الأوضاع المزرية في السجون المكتظة.
غير أن القاهرة عادةً ما تنفي صحة الانتقادات الموجهة إلى سجلها الحقوقي، معتبرةً أن بعض المنظمات الحقوقية الدولية تروِّجها في إطار "حملة أكاذيب" ضدها.
كان السيسي قد أعلن، يوم الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول، إلغاء تمديد حالة الطوارئ التي كانت سارية في البلاد منذ سنوات، مؤكداً أن بلاده أصبحت "بفضل شعبها ورجالها المخلصين، واحةً للأمن والاستقرار في المنطقة".