حث رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية عائلات حي الشيخ جراح في القدس على رفض تسوية تسمح لهم بالبقاء في منازلهم لمدة 15 عاماً، مقابل الاعتراف بملكيتها للمستوطنين، في قضية أشعلت احتجاجات واسعة مايو/أيار 2021، امتدت في كل الأراضي الفلسطينية وتحولت لمواجهة في قطاع غزة امتدت 11 يوماً.
في وقت سابق من هذا الشهر، قدّمت محكمة العدل العليا الإسرائيلية تسوية لأربع عائلات فلسطينية تواجه خطر طردها من منازلها في أي دقيقة.
وفقاً للتسوية المقترحة، خلال الوقت الذي تبقى فيه العائلات في منازلهم، يمكن الفصل في قضية ملكية الأرض، لكن في غضون ذلك، ستعترف بهم المحكمة بصفتهم مستأجرين محميين وبأنَّ شركة Nahalat Shimon الاستيطانية كمالكة للمنازل، بحسب ما قالت صحيفة The Jerusalem post الإسرائيلية.
بموجب التسوية أيضاً، ستوافق العائلات على دفع تكاليف التقاضي والمحاكمة، وقيمتها 30 ألف شيكل لشركة Nahalat Shimon.
العائلات هي من بين 28 عائلة تواجه احتمال الإخلاء بسبب نزاع على الأرض مع الشركة التي تدعي ملكيتها للأرض التي تقع عليها منازلهم.
وأعطت المحكمة الطرفين مهلة حتى 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، لتقديم تعديلاتهم الخاصة على التسوية.
اتصال مع هنية
بحسب تقرير صادر عن مركز الإعلام الفلسطيني التابع لحركة حماس، تلقى رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، اتصالاً هاتفياً من سكان حي الشيخ جراح، الثلاثاء 26 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أطلعوه فيه على آخر التطورات المحيطة بالنزاع.
هنية من جانبه قال لأهل الشيخ جراح: "لستم وحدكم، شعبكم معكم، ومقاومتكم معكم"، كما قال "لن نسمح لمحاكم الاحتلال أن تنتزع بالخداع ما لم تستطع انتزاعه بالحرب، فلا داعي للتعامل مع عروضها، فهي كيان غير شرعي على أرضنا ولا نتوقع منها العدل والإنصاف".
هنية أشار هنا إلى المواجهة التي استمرت 11 يوماً بين إسرائيل وحماس في مايو/أيار 2021، والتي اندلعت بعدما وجهت الحركة إنذاراً لإسرائيل لسحب قواتها من المسجد الأقصى والشيخ جراح.
من جانبه، رفض بيان أصدرته "القوى الوطنية والإسلامية في فلسطين"، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول، التسوية المقترحة ووصفتها بأنها خدعة.
وقالت المجموعة، التي تضم فصائل فلسطينية: "لم يعد النزاع المتعلق بالشيخ جراح قضية إسرائيلية-فلسطينية داخلية، بل أصبح قضية دولية بفضل صمود أهالي الحي ودعم الفلسطينيين والعرب والمسلمين وبقية المجتمع الدولي".
وحذرت من قبول التسوية، بما في ذلك الاعتراف بملكية شركة Nahalat Shimon للأرض، مضيفة أنَّ مثل هذه الخطوة تنطوي على "مخاطر وطنية وقانونية جسيمة".
يشار إلى أن أكثر من 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلاً بالحي مهددون بالترحيل في أي لحظة على أيدي جمعيات استيطانية، بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال.
ومنذ عام 1972، يواجه أهالي الشيخ جراح مخططاً إسرائيلياً لتهجيرهم وبناء مستوطنة على أنقاض بيوتهم، بزعم أن الأرض التي بُنيت عليها منازلهم من طرف الحكومة الأردنيّة، كانت مؤجرة في السّابق، قبل قيام دولة الاحتلال، لعائلات يهودية.