قالت حصة المزيني، ابنة المسؤول البارز في المخابرات السعودية سابقاً، سعد الجابري، لشبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن ممثلين عن الحكومة السعودية حاولوا استدراجها إلى القنصلية نفسها التي قُتل فيها جمال خاشقجي بإسطنبول، في إطار سلسلة من التهديدات لها ولعائلتها.
حسب تقرير للشبكة الأمريكية، فإن المزيني أكدت خلال لقاء لها مع مراسلة الشبكة كريستيان أمانبور، الأربعاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن المملكة حاولت دفعها إلى الذهاب إلى "القنصلية في إسطنبول".
فقد صرحت في هذا الخصوص قائلة: "حمداً لله أنني لم أذهب وإلا لأصبح أبنائي دون أم وأب".
محاولة لاستدراجها
سبق أن أوردت عائلة حصة هذه المزاعم في دعوى مدنية قُدمت مطلع هذا العام، وبحسب الدعوى، حاول ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، "استدراج ابنة الدكتور سعد، حصة المزيني إلى القنصلية السعودية في إسطنبول".
في وقت كتابة هذا التقرير، لم تكن الحكومة السعودية قد ردت على طلب CNN للتعليق على هذا الادعاء.
يقيم والدها، سعد الجبري، حالياً دعوى مدنية في واشنطن العاصمة، يزعم فيها أن بن سلمان أرسل مجموعة من القَتلة لاستهدافه في كندا حيث يعيش هو وابنته، وأن السلطات في مطار أوتاوا الدولي اعترضت هؤلاء الرجال المتورطين ورحّلتهم.
في مقابلة مع شبكة CBS بُثت يوم الأحد 17 أكتوبر/تشرين الأول، جدد الجبري- الذي عمِل في السابق مستشاراً لولي العهد السابق محمد بن نايف قبل خلعه عام 2017- هذه المزاعم بحق محمد بن سلمان آل سعود، الحاكم الفعلي الحالي للسعودية.
ثأر بن سلمان!
إضافة إلى ذلك، زعم الجبري أن بن سلمان اعتقل دون وجه حق، اثنين من أبنائه، سارة وعمر، في السعودية.
فقد وُجِّهت إليهما اتهامات بغسل الأموال ومحاولة الهرب، وحُكم عليهما بالسجن فيما وصفته منظمة هيومن رايتس ووتش بمحاكمة "غير عادلة" ومحاولة "واضحة لإكراه" الجبري على العودة إلى السعودية.
في حديثها إلى كريستيان، أكدت حصة مزاعم والدها، وزعمت أن زوجها أيضاً اختُطف.
تقول المتحدثة ذاتها بهذا الخصوص: "عشنا كابوساً حقيقياً خلال السنوات الأربع الماضية. تخيَّلي أن يُستهدف والدكِ بالقتل وأن يُعتقل شقيقاكِ ويُتهما بأشياء لم يفعلاها… وأن يُسجن زوجك ويُختطف ويُعذَّب".
هذه المعاملة لزوجها وإخوتها جزء مما وصفته حصة بـ"الثأر الشخصي بين محمد بن سلمان" ووالدها.
كيف تردُّ الرياض على الجابري؟
إلى جانب ذلك، قالت إن بن سلمان "يخشى ما يعرفه والدي"، وإن المعلومات التي يملكها والدها قد تشكل حاجزاً بين بن سلمان والعرش.
كما تقول أيضاً: "نعيش في خوف وقلق دائمَين، ولا نشعر بالأمان. ولا أدري كيف لنا أن نشعر بالأمان وأشخاص مثل هؤلاء يطاردون عائلتي ويحاولون قتلهم ويقتلون الناس في السفارات والقنصليات؟!".
من جانبهم، نفى السعوديون في بيان مقدم إلى شبكة CBS هذه المزاعم، ووصفوا الجبري بأنه "مسؤول حكومي سابق فاقد للمصداقية وله تاريخ طويل من التلفيق والتلاعب لإخفاء الجرائم المالية التي ارتكبها والتي يصل حجمها إلى مليارات الدولارات لتوفير حياة مترفة له ولعائلته".