أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أنها ستعلق مساعدات بقيمة 700 مليون دولار كانت تستهدف دعم الانتقال الديمقراطي بالسودان، وذلك في أعقاب انتزاع الجيش السوداني السلطة من الحكومة الانتقالية وإطاحته بالمدنيين.
جاء ذلك في إفادة صحفية للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، تعليقاً على التطورات الأخيرة في السودان وإعلان الفريق أول عبد الفتاح البرهان، حالة الطوارئ في البلاد، وحلّ مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية.
إذ قال برايس: "في ضوء تلك التطورات، تعلق الولايات المتحدة تقديم مساعدات من مخصصات المساعدات الطارئة البالغة 700 مليون دولار، المخصصة لدعم السودان اقتصادياً"، مضيفاً أنه لم يتم تحويل أي من تلك الأموال، وبالتالي تم تعليق المبلغ كله.
بينما استدرك قائلاً إن واشنطن مستمرة في "التزامها الإنساني مع الشعب السوداني".
"استيلاء عسكري على السلطة"
برايس أضاف: "ما حدث في السودان ليلة الأحد استيلاء عسكري على السلطة؛ فما قام به الجيش يتعارض مع الإعلان الدستوري"، لافتاً إلى أن واشنطن "تراقب الأوضاع من كثب في السودان".
فيما تابع المتحدث باسم الوزارة: "نحن ندين الخطوات التي اتخذها الجيش السوداني، ويجب استعادة الحكومة المدنية فوراً، لأنها تمثل الشعب، ولذلك نحث المسؤولين السودانيين على إعادة الحكومة المدنية إلى عملها، واعتقال مسؤولي تلك الحكومة يقوّض انتقال السودان إلى الحكم المدني الديمقراطي".
كما طالب برايس المسؤولين العسكريين السودانيين بالإفراج عن جميع المسؤولين المدنيين المحتجزين "فوراً".
في حين أشار إلى أن "السودان لا يزال يخضع لقيود منذ الانقلاب الذي نفذه البشير، وسيستمر كذلك إلى أن يتم انتخاب حكومة مدنية".
عواقب طويلة الأمد
من جهتها، أعلنت نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أن الإجراءات التي أقدم عليها الجيش السوداني "تتعارض بشكل صارخ مع إرادة الشعب".
"كارين" أكدت، في تصريحات صحفية، أن الإدارة الأمريكية "تدين الإجراءات المتخذة من قبل الجيش، وتدعو إلى الإفراج الفوري عن رئيس الوزراء السوداني (عبد الله حمدوك) الذي وُضع قيد الإقامة الجبرية".
بدوره، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، بوب ميننديز، إن سيطرة الجيش على الحكومة الانتقالية ستكون لها عواقب طويلة الأمد على العلاقات مع الولايات المتحدة، وإنه ينبغي له العدول عن ذلك على الفور.
الإفراج عن مسؤولي الحكومة
كما دعا ميننديز إلى الإفراج فوراً عن مسؤولي الحكومة، مضيفاً: "سيطرة الجيش السوداني على أجهزة الدولة أمر غير مقبول بالمرة".
في وقت سابق من يوم الإثنين، نصحت السفارة الأمريكية في الخرطوم، رعاياها في السودان بـ"البقاء في أماكنهم ومتابعة ما يجري حولهم ".
حيث قالت السفارة، في تغريدة لحساب السفارة على تويتر، إنها تلقت تقارير "تفيد بأن القوات المسلحة تغلق مناطق معينة في الخرطوم وما حولها".
كذلك أدانت السفارة الأمريكية إطاحة القوات المسلحة السودانية بالحكومة المدنية، داعيةً الجيش السوداني إلى "الوقف الفوري للعنف، والإفراج عن المسؤولين المعتقلين، وضمان أمن المحتجين".
يشار إلى أن واشنطن حاولت تفادي انهيار اتفاق تقاسم السلطة بإرسال مبعوثها الخاص جيفري فيلتمان.