حمدوك يدعو السودانيين للتمسك بالسلمية والنزول للشارع لحماية “الثورة”.. رفض الاستجابة لضغوط تأييد “الانقلاب”

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/25 الساعة 06:44 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/25 الساعة 12:23 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك/ رويترز

طالب رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك السودانيين بالتمسك بالسلمية واحتلال الشوارع للدفاع عن ثورتهم، وذلك في أول رسالة تنقل عنه من مقر "إقامته الجبرية"، حيث شنت قوة عسكرية صباح الإثنين 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حملة اعتقالات طالت عدداً من قياديي قوى "الحرية والتغيير" في البلاد، وسط حديث عن انقلاب. 

وزارة الإعلام السودانية نقلت الرسالة عن رئيس الوزراء السوداني حمدوك، فيما قالت إن القوات العسكرية المشتركة التي تحتجزه تمارس عليه ضغوطاً لإصدار بيان مؤيد "للانقلاب". 

وزارة الإعلام قالت أيضاً إن قوة من الجيش اعتقلت حمدوك ونقلته إلى مكان مجهول بعد رفضه "تأييد الانقلاب". 

من جانبها، أفادت مصادر سياسية بأن رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان يعتزم الإدلاء ببيان، الإثنين، حول مستجدات الأوضاع في البلاد.

المصادر التي كشفت للأناضول، فضلت عدم الكشف عن هويتها، أكدت أن البرهان سيدلي ببيان، في وقت لاحق من اليوم، حول مستجدات الأوضاع في البلاد، دون مزيد من التفاصيل.

أحداث متسارعة في السودان 

وشهدت السودان منذ صباح الإثنين أحداثاً متسارعة، حيث أكدت وكالات أنباء أنه تم وضع رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، تحت الإقامة الجبرية، فيما شنت قوة عسكرية حملة اعتقالات طالت عدداً من قياديي قوى "الحرية والتغيير" في البلاد، وسط حديث عن انقلاب. 

وكالة الأناضول أشارت إلى أن حمدوك وضع تحت حراسة شديدة، فيما نقلت وكالة رويترز عن تلفزيون "الحدث" قوله إن وضع رئيس الوزراء تحت الإقامة الجبرية جاء بعدما حاصرت قوة عسكرية منزله في وقت مبكر من اليوم، وأضاف التلفزيون أنه تم إغلاق مطار الخرطوم وتعليق الرحلات الدولية.

رويترز نقلت أيضاً عن شاهد عيان قوله إنه تم "اعتقال أغلبية أعضاء مجلس الوزراء السوداني وعدد كبير من قيادات الأحزاب المؤيدة للحكومة، وعضو بمجلس السيادي السوداني".

كذلك شنت السلطات السودانية حملة اعتقالات شملت قيادات وكوادر من أحزاب الائتلاف الحاكم: البعث العربي الاشتراكي، والتجمع الاتحادي، والمؤتمر السوداني، فيما قالت وسائل إعلام سودانية إن الاعتقالات شملت قيادات من "قوى التغيير" أيضاً. 

في الموازاة مع ذلك، شهدت العاصمة الخرطوم انقطاعاً في خدمة الإنترنت، كما شهدت أجزاء واسعة من المدينة انقطاعاً في الكهرباء. 

واندلعت احتجاجات في بعض مناطق الخرطوم، تخللها حرق إطارات سيارات، إثر اعتقال قيادات من الائتلاف الحاكم، في وقت يقيد فيه الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حركة المدنيين في العاصمة.

بدوره، دعا تجمع المهنيين السودانيين الشعب لمقاومة أي "انقلاب عسكري"، كما دعا إلى إضراب عام واعتصام مدني في مواجهته.

تأتي هذه التطورات بعد يومين من تحذير قوى "الحرية والتغيير" من حدوث ما وصفته بـ"انقلاب زاحف" في البلاد، حيث قال ياسر عرمان إن "الأزمة الحالية مصنوعة على شكل انقلاب زاحف"، في وقت يغلق محتجون منذ نحو شهر مرفأ بورتسودان الرئيسي في شرق البلاد، وينفذ مئات المحتجين الآخرين اعتصاماً منذ أسبوع قرب القصر الرئاسي، للمطالبة بتشكيل "حكومة عسكرية".

كان التوتر بين المكونين العسكري والمدني بالسلطة الانتقالية بالسودان قد تصاعد منذ أسابيع، بسبب انتقادات وجهتها قيادات عسكرية للقوى السياسية، على خلفية إحباط محاولة انقلاب في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.

يُشار إلى أن السودان يعيش منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام.

تحميل المزيد