حذرت قوى "إعلان الحرية والتغيير" في السودان، السبت 23 أكتوبر/تشرين الأول 2021، من حدوث ما وصفته بـ"انقلاب زاحف" في البلاد، مجددةً دعمها لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي تسبب متظاهرون داعمون للجيش في النهاية بتوقيفه، وقال ياسر عرمان، عضو المجلس القيادي بقوى "التغيير" التي أطلقت الاحتجاجات ضد الرئيس السابق عمر البشير عام 2019: "نجدد الثقة بالحكومة ورئيس الحكومة"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
عرمان اعتبر أن "الأزمة الحالية مصنوعة على شكل انقلاب زاحف"، في وقت يغلق محتجون منذ نحو شهر مرفأ بورتسودان الرئيسي في شرق البلاد، وينفذ مئات المحتجين الآخرين اعتصاماً منذ أسبوع قرب القصر الرئاسي، للمطالبة بتشكيل "حكومة عسكرية".
كان التوتر بين المكونين العسكري والمدني بالسلطة الانتقالية بالسودان قد تصاعد منذ أسابيع، بسبب انتقادات وجهتها قيادات عسكرية للقوى السياسية، على خلفية إحباط محاولة انقلاب في 21 سبتمبر/أيلول الماضي.
فيما يواصل منذ 16 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أنصار تيار "الميثاق الوطني" (من مكونات قوى التغيير والحرية)، اعتصاماً مفتوحاً أمام القصر الرئاسي بالخرطوم، للمطالبة بحل الحكومة الانتقالية، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية، بينما يعارض ذلك المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير (الائتلاف الحاكم).
اتهم عرمان المتظاهرين بأنهم "فلول نظام البشير"، وهو اتهام يوجهه أنصار الحكم المدني أيضاً إلى المشاركين في الاعتصام المؤيد للجيش.
احتجاجات واسعة
كذلك وفي رد على أنصار الجيش، احتشد عشرات الآلاف من الداعين لنقل كامل السلطات إلى المدنيين يوم الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021 في استعراض للقوة، يستبعد خبراء أن يسرع الانتقال السياسي المتعثر بعد ثلاثة عقود من الحكم الديكتاتوري.
في مؤشر إلى تواصل التوتر، أحرق مئات المتظاهرين، السبت، إطارات مطاطية أمام مبنى وكالة الأنباء الرسمية (سونا)، الذي استضاف مؤتمراً صحفياً لقوى إعلان الحرية والتغيير، ما دفع لإرجاء المؤتمر نحو ساعتين.
من جهته، نفى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، السبت 23 أكتوبر/تشرين الأول 2021، موافقته على إجراء تعديل وزاري، أو إجراء تغيير في السلطات الانتقالية، في وقت تتزايد شائعات حول ذلك منذ أيام.
كان دارفور مني أركو مناوي قد قال في تصريح لوكالة الأناضول، إن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك توافقا على حل المجلسين. دون تفاصيل أكثر بشأن الخطوات القادمة.
لكن مجلس الوزراء نفى في بيان موافقة حمدوك على حل الحكومة، في ظل تصاعد التوترات السياسية في البلاد.
يأتي ذلك بينما تشهد الخرطوم تحركات دبلوماسية حثيثة، فبعد زيارة للمكلف الشؤون الأفريقية في الخارجية البريطانية، التقى المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الأفريقي جيفري فيلتمان أمس المسؤولين السودانيين.
فيلتمان شدد أمام حمدوك ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، على "دعم الولايات المتحدة الأمريكية لانتقال ديمقراطي مدني وفقاً للرغبات المعلنة للشعب السوداني"، بحسب ما قالته السفارة الأمريكية في الخرطوم.
يُشار إلى أن السودان يعيش منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام.