قال وزير دفاع تركيا خلوصي أكار، السبت 23 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن تشكيل تحالفات خارج حلف الناتو سيضر بالمنظمة، في تعليق على اتفاق دفاعي وقع قبل أسابيع بين اليونان وفرنسا.
وأبرمت اليونان وفرنسا، العضوتان أيضاً في حلف شمال الأطلسي، اتفاقاً للتعاون الاستراتيجي العسكري والدفاعي، في 29 سبتمبر/أيلول، يتضمن طلباً لشراء ثلاث فرقاطات فرنسية تبلغ قيمتها نحو 6 مليارات يورو.
من جانبه، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار للصحفيين، بعد اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي في بروكسل: "في ضوء أننا داخل حلف شمال الأطلسي يجب أن يعلم الجميع أن البحث عن تحالفات مختلفة خارجه سيلحق ضرراً بحلف شمال الأطلسي وعلاقاتنا الثنائية ويزعزع الثقة".
قال أكار "أجرينا محادثات إيجابية وبناءة مع وزير الدفاع اليوناني. نتوقع أن نرى نتائج إيجابية من هذه المحادثات في الفترة المقبلة".
ويدور خلاف بين اليونان وتركيا حول الأرصفة القارية والحدود البحرية، واستأنفت الدولتان اتصالات تمهيدية بشأن خلافاتهما في وقت سابق من هذا العام، وقال أكار إنه عقد اجتماعاً بنّاء مع نظيره اليوناني.
صفقة عسكرية بين فرنسا واليونان
في 28 سبتمبر/أيلول 2021، قالت صحيفة The Guardian البريطانية إن اليونان وفرنسا وقّعتا اتفاقية عسكرية بمليارات الدولارات، أشاد بها زعيما البلدين، واعتبراها خطوة أولى جريئة نحو تعميق التعاون العسكري في القارة.
حيث قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: "لا بد أن يتوقف الأوروبيون عن سذاجتهم"، ووصف الاتفاقية بأنها جزء من "شراكة استراتيجية" أعمق بين البلدين لحماية مصالحهما المشتركة في البحر المتوسط. وأضاف: "حين نتعرض لضغوط، ونُظهر أننا أيضاً نتمتع بالقوة والقدرة على الدفاع عن أنفسنا سنكتسب الاحترام".
ماكرون كذلك قال إن الاتفاق ليس علامة على الثقة في الإنتاج الفرنسي فحسب، وإنما "خطوة أولى جريئة نحو الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي".
بموجب شروط الصفقة، التي ذكرت وسائل الإعلام اليونانية أن قيمتها تبلغ 5 مليارات يورو (حوالي 6 مليارات دولار)، ستسلم فرنسا ثلاث فرقاطات من طراز Belharra إلى اليونان، بحلول عام 2025، مع خيار تقديم سفينة حربية رابعة، وتغلبت بذلك على العروض المقدمة من المملكة المتحدة ودول أخرى عضوة في حلف الناتو.
رغم الفارق الهائل بين هذه الصفقة وصفقة الغواصات البالغة قيمتها 56 مليار يورو (حوالي 65 مليار دولار) التي وقعتها فرنسا مع أستراليا، قبل أن تتراجع كانبرا عنها، يمثل هذا الاتفاق مع اليونان دفعة كبيرة لماكرون، الذي يدعو منذ فترة طويلة إلى استقلال أوروبا عسكرياً وينتقد اعتمادها المبالغ فيه على الولايات المتحدة.
كذلك رأى رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أن ماكرون حليف مخلص. إذ وصف ميتسوتاكيس فكرة إنشاء جيش أوروبي بأنه "اقتراح ناضج"، وهو من أشد المؤيدين "للتوفيق" بين ثقل القارة الجيوسياسي وقوتها الاقتصادية.