فيلم عن المرتزقة الروس يُمنع من العرض في روسيا.. يصور أماً روسية تبحث عن ابنها المقتول في سوريا

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/22 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/22 الساعة 11:03 بتوقيت غرينتش
مرتزقة فاغنر الروس/رويترز

تناول فيلم روسي جديد واحداً من أكبر المحظورات في البلاد والذي تعلق بدور المرتزقة الروس في بؤر التوتر حول العالم، خاصة في دول عربية وإفريقية، والثمن الذي تتحمله عائلات الجنود غير المعترف بهم، في الغالب، الذين يموتون في المعارك.

وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021، يصور فيلم "Mama, I'm Home- ماما، لقد عدت للبيت"، الذي أنتجه ألكسندر رودنيانسكي- المشهور بفيلم Leviathan and Loveless المرشح لجائزة الأوسكار الذي يندد بالفساد- قصة أم تبحث عن ابنها بعدما قيل لها إنه لقي مصرعه أثناء القتال لحساب شركة عسكرية خاصة في سوريا.

مئات المرتزقة الروس قتلوا

يتتبع الفيلم، الذي تدور أحداثه في مدينة نالتشيك في جنوب روسيا، تونيا، سائقة حافلة محلية، التي تبدأ معركة شاقة مع السلطات، وتطالب بإجابات حول دور ابنها في حرب يقول المسؤولون إنهم لا يعرفون شيئاً عنها. 

قال مخرج الفيلم فلاديمير بيتوكوف إنَّ "غضب الأم وحزنها ويأسها على وفاة طفلها هي قصة عالمية ومعروفة للجماهير في جميع أنحاء العالم، لكننا أردنا إظهار هذا الصراع في سياق الموضوع المحظور إلى حد كبير المتمثل في المرتزقة الروس".

إذ يُعتقَد أنَّ المئات من المرتزقة الروس قُتِلوا أثناء المعارك في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011.

كما أوضح بيتوكوف أنَّ نص الفيلم مستوحى من عددٍ من التقارير عن أفراد عائلات المرتزقة الذين يبحثون عن أحبائهم. وأضاف: "قرأنا كل ما في وسعنا بشأن هذا واستخدمنا قصصاً واقعية من أجل التفاصيل".

"فاغنر" سرّ مكشوف

كتب عدد من المنصات الإخبارية عن مشاركة الجنود الروس في الحرب السورية باعتبارهم أفراداً تابعين لشركة فاغنر العسكرية الخاصة، وهي مجموعة غامضة مرتبطة بالكرملين.

إذ يُزعَم أنَّ فاغنر أرسلت أيضاً مرتزقة إلى أوكرانيا وليبيا ودول إفريقية أخرى، حيث لروسيا مصلحة استراتيجية.

نظراً لأنَّ الشركات العسكرية الخاصة محظورة رسمياً في روسيا، يعمل المرتزقة تحت أطر شبه قانونية، مما يجعل أفراد عائلة المُتوفى يواجهون في كثير من الأحيان معلومات متضاربة عن أحبائهم وأحياناً يستغرق الأمر أسابيع حتى استرجاع الجثامين إلى الوطن.

قال المنتج رودنيانسكي إنَّ الهدف من الفيلم لم يكن إجراء "دراسة متعمقة للمرتزقة" بل إظهار كيف يمكن للصناعة أن تتسبب بمآسٍ شخصية قوية.

أضاف: "الجميع يعرف أنَّ مجموعات المرتزقة موجودة، فهي سر مكشوف. ومع ذلك لا يُعترَف بهم؛ مما يترك بطلة فيلمنا تقاتل بمفردها".

تعويضات للعائلات لمنعهم من الحديث

على الرغم من التقارير التي تتحدث عن مئات المرتزقة في الخارج، فإنَّ الكثير من الأعمال الداخلية، فضلاً عن النطاق الجغرافي، للشركات العسكرية الروسية الخاصة لا تزال محاطة بالسرية.

نادراً ما يجري الجنود المرتزقة، السابقون أو الحاليون، مقابلات صحفية، ويتقاضى أفراد عائلات المتوفى، مثل تونيا في الفيلم، نحو 60 ألف جنيه إسترليني ويُطلَب منهم عدم الاتصال بوسائل الإعلام. 

كثيراً ما يتعرض الصحفيون الروس الذين يكتبون عن الشركات العسكرية الخاصة للتهديد أو المضايقة أو المقاضاة. في عام 2018، تعرض ثلاثة صحفيين روس لكمين وقُتِلوا في جمهورية إفريقيا الوسطى أثناء إجراء تحقيق في أنشطة فاغنر في البلاد.

جرائم المرتزقة الروس

بينما قصص حروب المرتزقة الروس في أوكرانيا وسوريا وليبيا هي الأكثر شهرة، تبدو إفريقيا هي الساحة الأنشط بالنسبة إلى المرتزقة الروس، حيث تواردت أنباء عن أنشطة لهم في مدغشقر، وتفيد تقارير بأن المرتزقة الروس ولا سيما فاغنز ينشطون في 10 دول إفريقية لصالح بوتين لكن بشكل غير رسمي.

أفاد تقرير للأمم المتحدة اطلعت عليه وكالة "رويترز" نهاية الشهر الماضي، بأن مدربين عسكريين روساً وجنوداً من إفريقيا الوسطى استخدموا القوة المفرطة وارتكبوا جرائم قتل عشوائي ضد مدنيين واحتلوا مدارس ومارسوا النهب على نطاق واسع.

يتهم تقرير خبراء العقوبات المرفوع لمجلس الأمن أيضاً جماعات مرتبطة بمتمردي "تحالف الوطنيين للتغيير" بالتجنيد القسري للأطفال، وشن هجمات على قوات حفظ السلام، وارتكاب عنف جنسي، ونهب جماعات الإغاثة.

من بين الاتهامات الواردة بالتفصيل في تقرير عقوبات الأمم المتحدة السنوي، قيام جنود إفريقيا الوسطى ومدربين روس بقتل ما لا يقل عن ستة مدنيين في مسجد خلال عملية استهدفت متمردي "تحالف الوطنيين من أجل التغيير".

كتب خبراء الأمم المتحدة "استهدف جنود إفريقيا الوسطى والمعلمون الروس المسجد على الرغم من علمهم بوجود المدنيين ومن دون احترام للطبيعة الدينية للمكان. وبحسب شهود العيان.. لم تُبذل أي جهود للتمييز بين المدنيين والمقاتلين".

تحميل المزيد