أعدم النظام السوري 24 شخصاً الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021، بعد إدانتهم بإشعال حرائق أتت على مساحات كبيرة من الغابات، أغلبها في محافظة اللاذقية الساحلية، وفق ما أعلنته وزارة العدل التابعة للنظام في سوريا.
خلال عام 2020 كشفت وزارة الزراعة السورية أن عدد الحرائق التي شهدتها البلاد خلال العام الجاري بلغ 2480 حريقاً وشمل 4 محافظات، وأوضحت الوزارة أن الحرائق توزعت ما بين 2115 حريقاً في الأراضي الزراعية و365 حريقاً في المناطق الحراجية.
إعدام 24 شخصاً في يوم واحد
قالت الوزارة، عبر صفحتها على فيسبوك: "تم يوم أمس (الخميس) تنفيذ حكم الإعدام بأربعة وعشرين مجرماً؛ وذلك لارتكابهم أعمالاً إرهابية أدت إلى الوفاة والإضرار بالبنى التحتية للدولة والممتلكات العامة والخاصة باستخدام المواد الحارقة".
كما أوضحت وزارة العدل في سوريا أنه "تم تنفيذ حكم الإعدام بعد تصديق الحكم من محكمة النقض وصدور رأي لجنة العفو الخاص بوجوب تنفيذ الحكم بالمحكوم عليهم".
أضافت أن أحكاماً بالسجن المؤبد صدرت بحق 11 آخرين. واعتقلت السلطات العشرات بنهاية العام الماضي، وقالت إنهم اعترفوا بإضرام حرائق بدأت في سبتمبر/أيلول 2020 واستمرت حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
على الرغم من أن تنفيذ أحكام الإعدام شائع في سوريا التي تضم عدداً من الأجهزة الأمنية النافذة، فإن من النادر الإعلان عن تنفيذ هذا العدد الكبير من الأحكام في يوم واحد.
حرائق في 4 محافظات
قالت وزارة العدل في البيان: "كانت وزارة الداخلية قد تمكنت أواخر العام الماضي من التوصل إلى الفاعلين والمتورطين في نشوب عشرات الحرائق في اللاذقية وطرطوس وحمص، واعترف هؤلاء بإقدامهم على إضرام النار في عدة مواقع في المحافظات الثلاث، كما اعترفوا بأنهم كانوا يعقدون اجتماعات للتخطيط لافتعال الحرائق".
أضافت: "بلغ إجمالي عدد الحرائق التي طالت محافظات اللاذقية، طرطوس، حمص وحماة العام الماضي 187 حريقاً، طال 280 قرية وبلدة".
بينما لم تقدم السلطات في سوريا تفاصيل عن موقع وكيفية تنفيذ عمليات الإعدام في البلاد التي تقول جماعات دولية مدافعة عن حقوق الإنسان إن العديد من المعتقلين فيها يعدمون دون محاكمة، والتي تضم السجون فيها عشرات الآلاف من المحتجزين.
فيما زار الرئيس السوري بشار الأسد مناطق ريفية مدمرة قرب مسقط رأسه في القرداحة في محافظة اللاذقية، والتي تقطنها بالأساس الأقلية العلوية التي ينتمي لها والتي تهيمن على المفاصل العليا للسلطة في الأجهزة الأمنية والجيش.
خسائر بعشرات الملايين من الدولارات
تسببت الحرائق الضخمة في سوريا بخسائر بعشرات الملايين من الدولارات في أراضٍ مزروعة بالأساس بالموالح والتفاح والزيتون، ويعتمد عليها الكثير من المزارعين الفقراء من الطائفة العلوية لتعويض مرتبات المتواضعة في الوظائف الحكومية.
كما ألحقت الحرائق أضراراٍ بجزء رئيسي من شركة التبغ المملوكة للدولة والتي تعد عماداٍ لاقتصاد المنطقة الساحلية. وعرض التلفزيون الرسمي ما قال إنها اعترافات من بعض الجناة الذين قالوا إنهم تلقوا المال مقابل إشعال الحرائق.
فيما ألقت السلطات في ذلك الوقت باللائمة على من وصفتهم بأعداء سوريا في الداخل والخارج على إشعال الحرائق، في إطار ما قالت إنها حرب اقتصادية. وأدت الحرب الدائرة في البلاد منذ نحو عقد لمقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين وتسببت أيضاً في أزمة لاجئين.