أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، الجمعة 22 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن الجولة السادسة لاجتماع اللجنة الدستورية السورية كانت "محبطة للغاية"، ولم تصل إلى تفاهم لصياغة مسودة دستور جديد أو الاتفاق على موعد الجولة القادمة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في نهاية الاجتماعات بمقر الأمم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية.
فقد قال بيدرسون إن المناقشات التي جرت في وقت سابق من يوم الجمعة "كانت مخيبة للآمال؛ فلم تحقق أية نتيجة، ولم تحقق ما كان يُؤمل إنجازه".
من جهتها، أوضحت المعارضة السورية أن "النظام لم يقدم أي ورقة للتوافق على مبادئ دستورية في اليوم الختامي لاجتماعات اللجنة الدستورية".
في وقت سابق من يوم الجمعة، وصلت الوفود السورية المكونة للجنة الدستورية، وهي النظام والمعارضة والمجتمع المدني، إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف، لتعقد آخر اجتماعات الجولة السادسة التي انطلقت يوم الإثنين 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
4 مبادئ دستورية
كان الرئيس المشترك للجنة الدستورية عن المعارضة هادي البحرة، قد أعلن في وقت سابق، أن المجموعة المصغرة للجنة، ستعمل على تلخيص المشتركات للمبادئ الدستورية المقدمة بختام الجولة.
في حين عقد الرئيسان المشاركان للجنة الدستورية عن المعارضة هادي البحرة، وعن النظام أحمد الكزبري، اجتماعاً في مستهل اجتماعات الجمعة، للاتفاق على آلية كتابة المشتركات التي ستخرج بها الجولة السادسة.
بخلاف مؤتمر المبعوث الأممي إلى سوريا، من المقرر أن تعقد الوفود المشاركة بالاجتماعات مؤتمرات صحفية أيضاً، تتحدث عن أعمال الجولة ونتائجها، في وقت ستواصل فيه وفود الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران لقاءاتها الثنائية والثلاثية.
كانت اللجنة الدستورية المصغَّرة قد ناقشت، خلال الأيام السابقة، 4 مبادئ هي: السيادة (مقدّم من جانب وفد النظام السوري)، والجيش والأمن والقوات المسلحة والمخابرات (مقدّم من جانب المعارضة)، وسيادة القانون (مقدّم من جانب وفد المجتمع المدني)، والإرهاب والتطرف (مقدّم من جانب وفد النظام).
فيما تتكون المجموعة المصغرة من اللجنة من 45 عضواً يمثلون النظام والمعارضة والمجتمع المدني بالتساوي، وتأتي جولتها السادسة بعد شهور من التوقف و5 جولات من الفشل.
مهمة تلك اللجنة، التي تأسست عام 2019، بعد جهود من الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، تتمثل في وضع دستور جديد يفضي إلى انتخابات تُجرى تحت إشراف الأمم المتحدة.
الدور الروسي
مؤخراً، قال دبلوماسيون غربيون إن روسيا دفعت دمشق في الأسابيع الأخيرة لإبداء مرونة في المحادثات، وزار بيدرسن موسكو مرتين في الشهور الأخيرة.
كان بيدرسون قد أعلن، في يناير/كانون الثاني المنصرم، أن ممثلي الأسد رفضوا مقترحات تقدمت بها المعارضة السورية، إضافة إلى أفكار خاصة طرحها المبعوث.
يشار إلى أنه في مارس/آذار 2011، اندلعت بسوريا احتجاجات شعبية طالبت بتداول سلمي للسلطة، لكن رئيس النظام بشار الأسد، أقدم على قمعها عسكرياً وبشكل دموي، ما دفع بالبلاد إلى حرب مدمرة.
تلك الحرب تسببت في أكبر أزمة لاجئين في العالم. وتستضيف الدول المجاورة لسوريا 5.6 مليون لاجئ، بينما تستضيف الدول الأوروبية أكثر من مليون سوري.