أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن التحقيق المالي الجنائي الخاص بمصرف لبنان قد بدأ الخميس، وهي الخطوة التي طالب بها كثيرون شعبياً في الداخل، وخارجياً، للكشف عن سبب الانهيار الاقتصادي الكبير الذي تعيشه البلاد.
الرئيس اللبناني أبلغ المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ببدء التحقيق، حسب ما نقلت وكالة رويترز.
تحقيق طال كثيراً
كانت الخطة قد تعثرت قبل نحو عام عندما انسحبت الشركة قائلة إنها لم تحصل من المصرف على المعلومات المطلوبة.
ووافق البرلمان في ديسمبر/كانون الأول 2020 على رفع السرية عن المصرف لمدة عام واحد.
يعد التدقيق الجنائي مطلباً داخلياً وخارجياً على السواء، كمدخل للكشف عن الأسباب التي أدت إلى انهيار الوضع المالي في لبنان التي يعيش شعبها أزمة اقتصادية صعبة وظروفاً معيشية خانقة، في ظل الانهيار المستمر لليرة اللبنانية مقابل الدولار.
يشار إلى أن التدقيق الجنائي أعمق بكثير من التدقيق المالي ويستمر لأشهر أو لسنوات عدة والهدف منه الوصول إلى اكتشاف العمليات غير الشرعية، والغش، والتزوير واختلاس الأموال العامة والتحويلات غير القانونية إلى خارج البلاد في حال حصولها.
حيث يهدف التدقيق الجنائي المالي إلى تدقيق مفصل أي النظر بعمق في الأرقام والعمليات والتأكد من قانونيتها وصحتها.
تحقيقات في فرنسا
يشار إلى أن قضاة مكافحة الفساد في باريس فتحوا تحقيقاً في يوليو/تموز، في مزاعم جنائية تفيد بأن رياض سلامة، أحد رؤساء المصارف المركزية الأطول خدمةً في العالم، جمع ثروةً طائلةً في أوروبا عن طريق إساءة استخدام سلطته.
ويأتي التحقيق القضائي في أعقاب تحقيقٍ أوَّلي أجراه مكتب المُدَّعي المالي الوطني الفرنسي.
حيث طلب المُدَّعون العامون في سويسرا من السلطات اللبنانية المساعدة في تحقيقٍ منفصل في الاختلال المُشتَبَه به وغسيل الأموال المرتبطين برياض سلامة ومعاونيه.
أثارت هذه المزاعم ضجةً كبيرةً في بلدٍ يعاني من أزمةٍ قال عنها البنك الدولي مؤخَّراً إنها يمكن أن تحتل المرتبة الأولى من بين أسوأ ثلاث أزماتٍ على مستوى العالم في الـ150 عاماً الماضية، وهو انكماشٌ اقتصادي "وحشي" وهائل الحجم "يرتبط عادةً بالصراعات أو الحروب".
ورغم الانهيار، لم يواجه سلامة، مهندس السياسة النقدية في لبنان منذ العام 1993، أيَّ دعواتٍ جادة لإطاحته، رغم أنه أشرف على استراتيجيةٍ تتطلَّب المزيد من الاقتراض لدفع أموال الدائنين الحاليين، الأمر الذي وصفه بعض النقَّاد بأنه "أكبر سلسلة بونزي" في العالم "سلسلة بونزي هي نظام بيع هرمي، وشكل من أشكال الاحتيال من قبل فرسان تعمل على شكل كرة الثلج، والتي تتمثل في وعد بربح كبير، ويمول هذا الربح من تدفق رأس المال نفس ليستثمر تدريجياً حتى انفجار فقاعة المضاربة".