ذكر موقع Axios الأمريكي، الأربعاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لا يعترض على تطبيع العلاقات مع إسرائيل والانضمام إلى قائمة الدول العربية التي أقدمت على هذه الخطوة، لكنه في المقابل اشترط على أمريكا القيام بمجموعة "خطوات"، أبرزها تحسين العلاقات بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والرياض.
حسب الموقع نفسه، فإن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جاك سوليفان، أثار مسألة التطبيع مع إسرائيل خلال اجتماع الأخير مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، يوم 27 سبتمبر/أيلول، في نيوم، المدينة المستقبلية المُخطط إقامتها على ساحل البحر الأحمر، وذلك وفقاً لما أفادت به ثلاثة مصادر أمريكية وعربية.
شروط السعودية
وصف تقرير الموقع الأمريكي نجاح التطبيع بين السعودية وإسرائيل، إن تم فعلاً، بـ"الإنجاز الكبير"، إذ إن انضمام أكبر طرفٍ إقليمي إلى ما يُعرف بـ"اتفاقيات أبراهام" للسلام مع إسرائيل، يمهد الطريق على الأرجح لدول عربية وإسلامية أخرى للسير على المنوال نفسه.
إذ قال السعوديون بدلاً من ذلك، إنّ الأمر سيستغرق بعض الوقت، وقدموا إلى سوليفان قائمةً بالخطوات التي يجب اتّخاذها أولاً.
تضمنت بعض تلك الخطوات إضفاء تحسينات على العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية، بحسب المصدر الأمريكي.
فقد توترت العلاقة بين إدارة بايدن والسعوديين بسبب جريمة قتل جمال خاشقجي، فضلاً عن سجل المملكة الحافل في مجال حقوق الإنسان.
وعلى خلاف علاقة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن بايدن رفض لقاء ولي العهد السعودي أو حتى مكالمته هاتفياً، مكتفياً بإجراء اتصال هاتفي مع الملك سلمان، كما أدان علانيةً جريمة اغتيال الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، إضافة إلى اعتقال عدد من نشطاء حقوق الإنسان والمدافعات عن حقوق المرأة.
وأي خطوة سعودية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل ستأتي على الأرجح كجزءٍ من اتفاقٍ أكبر قد يتضمّن خطوات إسرائيلية تتعلّق بالقضية الفلسطينية، وخطوات أمريكية لإعادة العلاقات مع بن سلمان، الذي رفض الرئيس بايدن التعامل معه بشكلٍ مباشر.
سباق أمريكي لتوسيع قائمة المطبعين
الخميس 14 أكتوبر/تشرين الأول، التقى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في واشنطن، لكن البلدين لم يذكرا مسألة التطبيع مع إسرائيل في تصريحاتهما العلنية بشأن الاجتماع.
بينما ناقش بلينكن مع سوليفان "توسيع اتفاقيات أبراهام" خلال اجتماعاتهما الأسبوع الماضي، بوزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد.
كما نقل مسؤولٌ إسرائيليٌّ بارز إلى المراسلين عقب زيارة لبيد، أنّ هناك دولةً واحدة على الأقل "من المؤكد" أن توقع على الاتفاقيات خلال العام المقبل.
في حين قال مسؤولون بارزون بإدارة بايدن لعددٍ من القادة اليهود خلال مكالمة مؤتمر هاتفية، الجمعة الماضي 15 أكتوبر/تشرين الأول، إن الولايات المتحدة تتواصل "في هدوء" مع الدول العربية والإسلامية التي قد تكون منفتحةً على فكرة التطبيع مع إسرائيل، بحسب تصريحات أحد القادة اليهود المشاركين في المكالمة لموقع Axios.
إشارات من الرياض
تُحاول الولايات المتحدة إقناع السعوديين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل تدريجياً منذ أكثر من 10 سنوات.
ففي عام 2009، طلب الرئيس أوباما من الملك الراحل عبد الله اتخاذ خطوات تطبيع صغيرة، ومنح الدول العربية الأخرى الضوء الأخضر لفعل ذلك.
وكان أوباما يأمل أن يشجع ذلك رئيس وزراء إسرائيل آنذاك، بنيامين نتنياهو، على إحراز تقدُّم في عملية السلام مع الفلسطينيين. لكن الملك السعودي أصر على أنّ المملكة أدّت دورها بالفعل حين قدمت مبادرة السلام العربية عام 2002.
بينما بذلت إدارة ترامب جهوداً كبيرة لإقناع السعوديين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل منذ عام 2017.
وقد أظهر ولي العهد انفتاحه على هذه الخطوة، لكن والده الملك سلمان أصر على أن يُحافظ على سياسة المملكة التقليدية تجاه القضية الفلسطينية.
رغم ذلك، دعمت المملكة العربية السعودية قرار الإمارات توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل، ومنحت البحرين الضوء الأخضر للانضمام إلى "اتفاقيات أبراهام"، لدرجة أنّها سهّلت توقيع الاتفاقيات بفتح مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية بين إسرائيل وتلك الدول الخليجية.
يزعم العديد من مسؤولي إدارة ترامب في السر أنهم كانوا قادرين على إتمام الاتفاق مع السعودية في غضون عامٍ واحد لو فاز ترامب بولايةٍ ثانية، كما أن جاريد كوشنر حث سوليفان على أن يضغط على السعوديين من أجل إتمام الاتفاق، حين التقاه خلال الفترة الانتقالية.