أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الخميس 21 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عزم بلاده على استرداد مليار و400 مليون دولار، دفعتها لمشروع صناعة مقاتلة إف-35، وأنها لن تتنازل عن حقوقها في المشروع بتاتاً، وذلك بعد أن قررت واشنطن عدم بيعها إلى أنقرة، غير أنه شدد أيضاً على أنه سيواصل التفاوض معها حول هذا الملف.
مطلع الأسبوع الجاري، كان أردوغان قد قال إن الولايات المتحدة اقترحت أن تبيع لبلاده طائرات إف-16 المقاتلة، مقابل دفعة مقدمة سددتها للحصول على طائرات إف-35 الأكثر تطوراً، التي منعت واشنطن أنقرة من الحصول عليها، بعد شراء الأخيرة منظومة دفاع صاروخي من روسيا.
في الجهة المقابلة، قالت واشنطن، التي فرضت في ديسمبر/كانون الأول، عقوبات على صناعة الدفاع التركية، إنها لم تقدم أي عرض تمويل لحليفتها في حلف شمال الأطلسي.
عقد الصفقة أو استرجاع الأموال
في حديث للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من جولته الإفريقية التي شملت أنغولا وتوغو ونيجيريا، قال الرئيس التركي: "بعد إخراج تركيا من برنامج طائرات "إف-35″ سنسترد ملياراً و400 مليون دولار بكل الأحول، والمحادثات مع واشنطن متواصلة على مستوى دبلوماسي منخفض".
كما أشار إلى أنه سيبحث مع نظيره الأمريكي جو بايدن الخطوات المشتركة الواجب اتخاذها بخصوص مسألة "إف-35" خلال قمة العشرين في روما، مشدداً على عدم تنازل تركيا عن حقوقها.
أردوغان أشار كذلك إلى لقاء سيجمع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بنظيره الأمريكي لويد أوستن، حول مسألة استبعاد تركيا من مشروع مقاتلة إف-35.
"إف-16" خيار مطروح
كانت وكالة "رويترز" قد ذكرت في وقت سابق أن تركيا قدمت طلباً للولايات المتحدة لشراء 40 طائرة إف-16 مقاتلة، من إنتاج لوكهيد مارتن، ونحو 80 من معدات التحديث لطائراتها الحربية الحالية.
من جانبه، عندما سُئل الرئيس التركي عن المحادثات المتعلقة بالقضية قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، تانجو بيلجيتش، إن تركيا والولايات المتحدة تبحثان إمكانية استخدام المال المدفوع لطائرات إف-35 لتمويل شراء أنقرة طائرات إف-16.
كما أضاف "الخيارات سهلة بالنسبة لنا: إما العودة لبرنامج إف-35 والحصول على الطائرات، أو سيُعيدون أموالنا. في هذا الإطار فإن استخدام المال الذي دفعناه للطائرات إف-35 لتحديث طائرات إف-16 مطروح".
يذكر أن التحالف القائم منذ عقود بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي شهد توتراً شديداً خلال السنوات الخمس الماضية، بسبب خلافات بشأن سياسة كل منهما تجاه سوريا وشراء أنقرة لمنظومة إس-400 الصاروخية الروسية والتوتر في شرق البحر المتوسط وقضايا حقوق الإنسان في تركيا.
أزمة إف-35 بين واشنطن وأنقرة
كانت أنقرة قد طلبت شراء أكثر من 100 طائرة إف-35، التي تصنعها لوكهيد مارتن أيضاً، لكن تم إبعاد تركيا من برنامج صناعة الطائرة في عام 2019، بعدما اشترت أنظمة إس-400 الروسية للدفاع الصاروخي، التي تقول واشنطن إنها تشكل تهديداً للطائرة إف-35، التي تتمتع بقدرات التخفي عن الرادار.
في وقت سابق، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده لن تتراجع عن صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400″، كما تحدث عن بعض الملفات العالقة بين أنقرة وواشنطن، متسائلاً عن مصير صفقة طائرات "إف-35".
أردوغان أضاف قائلاً: "على سبيل المثال، كيف ستُحل قضية طائرات إف-35؟ لقد دفعنا ملياراً و400 مليون دولار، ماذا سيحدث بتلك الأموال؟ نحتاج إلى معرفة مصيرها، فنحن دولة لا تبذّر أموالها، إما أن يعطونا الطائرات وإما أن يعيدوا لنا الأموال".
حول علاقات أنقرة وواشنطن، قال أردوغان: "سنلتقي (الرئيس الأمريكي جو بايدن) في روما إذا أتيحت الفرصة، وعلى الأرجح سنجتمع في غلاسكو، ما يعني أن ثمة خطوات مبشرة يتم اتخاذها".
في حين قد توترت العلاقات بشدة بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي، هذا العام، عندما فرضت واشنطن عقوبات على صناعة الدفاع التركية بسبب أنظمة إس-400. كما طردت أنقرة من برنامج الطائرات المقاتلة إف-35، حيث كانت ضمن مشتريها ومُصنعيها.