قصفت قوات نظام بشار الأسد، الأربعاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2021، مناطق سكنية في مدينة أريحا بريف إدلب، ما تسبب بمقتل 10 مدنيين وجرح عشرات آخرين، وذلك بعد وقت قصير من تفجير في دمشق استهدف حافلة ركاب عسكرية تابعة لجيش النظام.
وكالة الأناضول قالت إن قوات النظام وميليشيات تابعة لإيران شنت قصفاً مدفعياً على المدينة الواقعة ضمن مناطق خفض التصعيد شمال سوريا.
مصادر طبية في مستشفى مدينة أريحا قالت للوكالة إن القصف قتل 10 مدنيين وأصاب 35 آخرين بجروح في حصيلة أولية، وعبّرت عن مخاوفها من ارتفاع حصيلة القتلى بسبب العدد الكبير للجرحى وخطورة إصابتهم.
صور ومقاطع فيديو نشرها سوريون على شبكات التواصل أظهرت المنطقة التي تعرّضت للقصف، وأظهرت أن من بين الضحايا أطفالاً قتلتهم نيران المدفعية.
في إحدى الصور يظهر طفل ملقىً على الأرض بدمائه، وكان يحمل حقيبة مدرسية ظلّت عالقة بظهره عقب وفاته من القصف، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن النظام نفّذ قصفه أثناء توجه الأطفال إلى المدارس.
في المستشفى الذي نُقل إليه الضحايا كان هنالك شخص يصرخ ويبكي إلى جانب جثة طفلة لا تتخطى عشر سنوات، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
بلال تريسي، الوالد لطفلين ويقطن قرب المنطقة المستهدفة قال للوكالة الفرنسية "عند الساعة الثامنة صباحاً استيقظنا على قصف ينهال علينا، ارتعب الأطفال وباتوا يصرخون، لم نعرف ماذا نفعل، وأين نذهب، ولم نعد نرى شيئاً جراء الغبار حولنا".
أضاف تريسي "قصفونا في الحارة وفي السوق، هناك أطفال ماتوا وأشخاص فقدوا أطرافهم. لا نعرف لماذا، ما هو الذنب الذي اقترفناه؟".
جاء قصف النظام على المدنيين في أريحا عقب وقت قصير من تفجير عبوتين ناسفتين في العاصمة السورية دمشق، استهدفتا حافلة ركاب عسكرية تابعة للجيش، وقالت وكالة أنباء النظام "سانا" إن التفجير أسفر عن مقتل 14 شخصاً ووقوع عدد من الجرحى، ولم تتبنَّ بعد أية جهة مسؤوليتها عن التفجير، كما لم يتهم النظام طرفاً بعينه.
أيضاً تزامن قصف النظام للمدنيين مع انعقاد الجولة السادسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية في مقر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، ضمن إطار الحل السياسي للأزمة الممتدة منذ العام 2011.
يُشار إلى أنه في مايو/أيار 2017، أعلنت تركيا وروسيا وإيران التوصل إلى اتفاق على إقامة "منطقة خفض تصعيد" في إدلب، ضمن اجتماعات أستانا المتعلقة بالشأن السوري.
إلا أن قوات نظام الأسد وداعميها تهاجم المنطقة بين الحين والآخر، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في 5 مارس/آذار 2020.