أصدر المجلس الإسلامي في بريطانيا توجيهات جديدة لمساعدة الصوماليين البريطانيين، وغيرهم من الأفراد والمساجد، بشأن التعامل مع أي حوادث كراهية قد تقع، بعد مقتل النائب البريطاني في حزب المحافظين ديفيد أميس قبل أيام، طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 17 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
حيث قالت زارا محمد، الأمينة العامة للمجلس الإسلامي في بريطانيا، إن المساجد ببلدة ساوث إند-أون-سي، وما حولها، تأسف لمقتل النائب المحلي، وإنها "كانت تعتبره فرداً من عائلتها".
زارا أضافت: "هذه جريمة شنيعة وندينها بأشد العبارات. لا أحد في الجالية المسلمة يستوعب كيف يمكن لأي شخص أن يقتل شخصاً بهذه الوحشية، فضلاً عن السير ديفيد، الذي كان متعاوناً معهم بدرجة كبيرة".
فيما أشارت إلى أن الجاليات المسلمة "تشعر بقلق دون شك، في الوقت الحالي" بعدما تبيَّن أن علي حربي علي، الرجل البالغ من العمر 25 عاماً الذي اعتُقل للاشتباه في ارتكابه الجريمة، ينتمي لعائلة بريطانية صومالية.
لكن التفاصيل الخاصة بدوافع علي لا تزال محدودة، رغم أن الشرطة تتعامل مع مقتل أميس، الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول، على أنه "حادث إرهابي" بعد استجوابها الأوَّلي للمشتبه به.
تهديدات متزايدة
نتيجة لذلك، أوضحت زارا، وهي أول امرأة تشغل منصب الأمين العام للمجلس الإسلامي في بريطانيا، أنه توجد أدلة غير مؤكدة، على تعرُّض بعض الصوماليين البريطانيين لتهديدات بعد هذا الحادث المأساوي، لاسيما "المسلمات الصوماليات اللاتي تظهر عليهن مظاهر الإسلام"، وبعض المنظمات الصومالية.
كما تابعت: "حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي تضج بالكراهية، خاصة بعد أن أصدر المجلس الإسلامي البريطاني تصريحات، مطلع هذا الأسبوع، لدعم النائب الراحل وعائلته، وإدانة جريمة القتل ووصفها بأنها هجوم على الديمقراطية".
إرشادات جديدة
في حين لفتت زارا إلى أن المجلس سيرسل أيضاً إرشادات جديدة إلى جميع المساجد: "لتذكيرهم بأشياء بسيطة مثل تقييم المخاطر، والتأكد من أن كاميرات المراقبة تعمل بطاقتها كاملةً، والتعاون مع الهيئات المحلية والأصدقاء".
أيضاً عبّرت زارا عن أملها في أن يحافظ الناس على وحدتهم بعد مقتل نائب حزب المحافظين، مستطردة بالقول: "الانقسام هو ما يريده الإرهابيون. التكريم الحقيقي لحياة السير ديفيد يكون بالاتحاد وإظهار قدرتنا على بناء بريطانيا أفضل".
كذلك ستشمل هذه الإرشادات تأكيداً خاصاً لسلامة المصلين يوم الجمعة.
والمجلس الإسلامي البريطاني هو أكبر مظلة إسلامية ديمقراطية في المملكة المتحدة، ويمثل المساجد والمدارس والمؤسسات من جميع أنحاء البلاد.
بدوره، قال كاهي عالم، مدير "مجلس المنظمات الصومالية"، الذي يمثل 200 جماعة منها 40 مسجداً، إن منظمته، التي نددت بالهجوم على "أميس"، مستعدة أيضاً لاحتمال تصاعد التوترات، مضيفاً: "نجهز إرشادات لأمن وسلامة الأشخاص عن كيفية الإبلاغ عن جرائم الكراهية".
صدمة في المجتمع المسلم ببريطانيا
فيما أكد عالم أن أحد أعضاء منظمته المقيمين في لندن تلقى تهديداً بالقتل يوم الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول، وأنه أبلغ الشرطة المحلية بالحادث. وقال: "نشعر بالقلق من الطريقة التي يدار بها الأمر"، مشيراً إلى التركيز على الخلفية العائلية للرجل المعتقل.
من جانبه، أوضح الشيخ محمود الحسن، إمام مسجد "ترست" في مقاطعة إسكس، أن أميس كان "صديقنا، حامينا، كان شخصاً مقرباً للغاية منا"، منوهاً إلى أن "الإسلام دين سلام، وإذا تأكدت الصلة التي أعلنتها الشرطة فسنشعر بالصدمة والخجل كمسلمين".
كما وصف روح شمس الدين، الأمين المساعد للمسجد الجامع في إسكس، أميس بأنه كان صديقاً جيداً للمجتمع ولوالده، مشدّداً على أن القاتل "ليس بشراً".
يشار إلى أن شرطة العاصمة البريطانية لندن كانت قد صنّفت حادث قتل أميس "عملاً إرهابياً".
إذ قال دين هايدون، نائب مفوض دائرة شرطة لندن والمنسق الوطني لمكافحة الإرهاب، إن التحقيق الأولي أظهر أن "الهجوم ربما كان بدافع التطرف الديني".
يُذكر أن بريطانيا شهدت خلال السنوات الماضية، عدة حوادث طعن وهجمات "إرهابية".
كما سبق أن تعرَّض نواب بريطانيون لهجمات خلال مناسبات مشابهة في دوائرهم الانتخابية، وضمن ذلك النائبة العمالية جو كوكس التي قُتلت سنة 2016 قبيل استفتاء "بريكست".