كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 17 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن الرئيس غير التنفيذي الجديد لنادي نيوكاسل الإنجليزي، ياسر الرميان، شخص مقرب من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقد شارك بشكل مباشر في حملة "مكافحة الفساد" السعودية "المثيرة للجدل"، والتي تضمنت نزع ملكية أصول خاصة برجال أعمال وأمراء سعوديين ونقلها نيابة إلى ولي العهد.
يُذكر أن السياسات الداخلية لصندوق الاستثمارات العامة السعودي أصبحت محل اهتمام مكثف بعد أن قاد الصندوق تحالفاً استحوذ على ملكية نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي هذا الشهر، ويشغل الرميان منصب محافظ الصندوق السيادي المملوك للدولة ويرأسه ولي العهد محمد بن سلمان.
ومن المقرر أن يحضر الرميان الذي تخرج في كلية هارفارد للأعمال أول مباراة له في نيوكاسل الأحد 17 أكتوبر/تشرين الأول بعد توليه المنصب الجديد رئيساً غير تنفيذي للنادي.
دور مهم لـ "الرميان"
وثائق داخلية سعودية رُفعت إلى محكمة مدنية في كندا ضمن قضية غير ذات صلة كشفت مساهمة الرميان في نقل شركة تأجير طائرات إلى صندوق الاستثمارات العامة الذي يتولى إدارته، كما تسلط الضوء على علاقته بالأمير محمد.
الوثائق المشار إليها رُفعت إلى محكمة كندية ضمن قضيةٍ مرتبطة بمسؤول الاستخبارات السعودية البارز السابق، سعد الجبري، وهو أحد معارضي الأمير محمد، وسبق أن اتَّهم الحكومة السعودية بمحاولة اغتياله في كندا.
تُكشف الوثائق الداخلية السعودية عن أوامر صدرت في عام 2017 من محمد آل الشيخ، وهو أحد كبار مستشاري الأمير محمد، إلى الرميان -الذي يُشار إليه رسمياً في الوثائق باسم "صاحب السعادة" أو "معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة"- بتحويل ملكية 20 شركة إلى صندوق الثروة السيادي في إطار ما يُعرف بحملة مكافحة الفساد.
من اللافت في الوثائق أن إحدى هذه الشركات التي استُوليَ عليها كانت شركة "سكاي برايم للطيران الخاص"، وهي شركة طائرات مستأجرة مقرها الرياض، وقد زُعم لاحقاً في تقرير أعدته أغنيس كالامارد، مقررة الأمم المتحدة السابقة التي تولت التحقيق في اغتيال خاشقجي، أن طائرتين تابعتين للشركة استُخدمتا للسفر من وإلى إسطنبول قبل عملية الاغتيال التي وقعت في القنصلية السعودية في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
ومع أن الوثائق تورد أيضاً مذكرة مكتوبة بخط اليد وموقعة في 26 ديسمبر/كانون الأول 2017 أرسلها الريان إلى زميل له يأمره بـ"القيام بكل ما يلزم في أسرع وقت ممكن" امتثالاً للأوامر، فإنه لا يوجد بها ما يشير إلى أن الرميان كان له أي تورط أو علم بالاستخدام المزعوم للطائرة في العملية التي أفضت إلى اغتيال الصحفي السعودي.
مع ذلك، تشير الوثائق بوضوح إلى أن أحد كبار مساعدي ولي العهد كان متاحاً له إصدار أوامر إلى الرميان لاتخاذ إجراءات تتعلق بصندوق الاستثمارات العامة نيابةً عن الأمير محمد. وامتنع صندوق الاستثمارات العامة عن التعليق، كما لم يرد متحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن على طلب للتعليق من صحيفة الغارديان.
واحتُجز عشرات من الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون في الرياض بأوامر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نوفمبر/تشرين الثاني 2017. وندد معارضون بالحملة بوصفها ابتزازا وحيلة لتعزيز النفوذ.
كان التحالف المالي الذي تقوده السعودية اضطر إلى سحب عرضه للاستحواذ على نيوكاسل في عام 2020 وسط مخاوف وانتقادات، لكون صندوق الاستثمارات العامة هيئةً ممثلة للدولة السعودية.
لكن رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز تراجعت عن موقفها ووافقت هذا الشهر على الصفقة، قائلة إنها حصلت على "تأكيدات ذات إلزام قانوني أن المملكة لن تكون الجهة المسيطرة" على النادي، وإن كانت الرابطة لم تكشف عن طبيعة هذه التأكيدات.