بعد أكثر من 18 شهراً من إغلاق الحدود، ستعيد الولايات المتحدة فتحها في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أمام ملايين المسافرين الذين لم يتمكنوا من دخول البلاد بسبب وباء كورونا، لكن بشرط أن يكونوا ملقَّحين، وذلك وفق تقرير نشرته وكالة "فرانس برس"، الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021.
حيث أعلن البيت الأبيض، على تويتر، هذا الموعد الذي كان يترقبه بفارغ الصبر أزواج مفصولون أو عائلات مشتتة أو سياح من العالم أجمع منذ أن وعدت واشنطن، في سبتمبر/أيلول 2021، برفع القيود المفروضة على السفر الدولي، "في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني"، أمام الأشخاص الملقحين ضد كوفيد-19.
لقاح للمسافرين
من جانبها قالت إدارة جو بايدن إن "السياسة الأمريكية الجديدة بشأن السفر التي تتطلب تلقيح المسافرين الأجانب الوافدين إلى الولايات المتحدة، ستدخل حيز التنفيذ في 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021".
هذا الإجراء الجديد سيطبَّق على المسافرين الوافدين جواً وهؤلاء الذين يعبرون الحدود البرية مع كندا والمكسيك.
يُذكر أنه وفي مواجهة الوباء، أغلقت الولايات المتحدة حدودها اعتباراً من مارس/آذار 2020، باستثناء الحالات التي تكون فيها أسباب مقنعة محدودة جداً، أمام ملايين المسافرين القادمين خصوصاً من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والصين، ثم في وقت لاحقٍ الهند والبرازيل. كما أغلقت نقاط دخول برية أمام الزوار من كندا والمكسيك، وقد تسبب ذلك في أوضاع شخصية مؤلمة وأضرار اقتصادية.
توتر دبلوماسي
في المقابل تسبب إبقاء القيود المطول في توتر دبلوماسي، خصوصاً اعتباراً من الصيف الماضي حين فتح الاتحاد الأوروبي، الذي كان يشهد تسارعاً في عمليات التلقيح، حدوده أمام الولايات المتحدة والسياح الأمريكيين حتى غير الملقحين منهم.
كانت واشنطن تشير على الدوام إلى شروط صحية لتبرير إبقاء الإغلاق، وكرر البيت الأبيض القول: "نحن نتبع العلم". وأعلنت عن رفع القيود في 20 سبتمبر/أيلول 2021، في وقت مناسب جداً من وجهة النظر الدبلوماسية.
فيما تزامن الإعلان مع توتر كبير بين فرنسا والولايات المتحدة، بسبب قضية بيع غواصات لأستراليا.
في سياق متصل لم تُعرف التفاصيل التقنية والعملية لرفع القيود بعد، لكن واشنطن سبق أن حددت الخطوط العريضة.
إذ إنه بالنسبة للمسافرين الذين يَصلون جواً، ستطلب الولايات المتحدة اعتباراً من 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إضافة إلى إثبات التطعيم وفحص الكشف عن كورونا قبل ثلاثة أيام من المغادرة، أن تقوم شركات الطيران بوضع نظام تتبُّع للمخالطين.
أما بالنسبة للوافدين براً، فقد أعلن البيت الأبيض هذا الأسبوع أنَّ رفع القيود سيتم على مرحلتين.
كذلك واعتباراً من 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، سيتمكن الأشخاص القادمون لأسباب تعتبر غير ضرورية، من عبور حدود كندا أو المكسيك، على سبيل المثال، المتعلقة بالعائلة أو السياحة بشرط تلقي اللقاح. الأشخاص القادمون لأسباب تعتبر ضرورية، من مثل سائقي الشاحنات، يتم إعفاؤهم من ذلك.
إلزام التطعيم للمسافرين
لكن اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2022، سيتم تطبيق إلزامية التطعيم على كل الزوار الذين يعبرون الحدود البرية مهما كان سبب دخولهم.
من جانب آخر، أشارت السلطات الصحية الأمريكية إلى أنه سيتم قبول كل اللقاحات المعتمدة من قِبل منظمة الصحة العالمية، وهي حتى الآن- بحسب الإجراء الطارئ الذي وضعته منظمة الصحة- أسترازينيكا وجونسون آند جونسون وموديرنا وفايزر-بيونتيك وسينوفارم وسينوفاك.
في المقابل لم تفرض الولايات المتحدة التي كانت صارمة جداً في إغلاق الحدود، إلزامية التطعيم على الركاب في رحلات داخلية. حتى إدارة بايدن التي رضخت في الآونة الأخيرة لفرض بعض الإجراءات الملزمة، لم تقْدم على تغييرات، بسبب حساسية الموضوع سياسياً.