اعتبر الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي، أنه غير معنيٍّ بأي إجراءات يتخذها الرئيس الحالي للبلاد قيس سعيد، ضده على خلفية مواقفه الرافضة لإجراءات 5 يوليو/تموز 2021 التي اتخذها الأخير.
جاء ذلك في بيان للمرزوقي نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الخميس 14 أكتوبر/تشرين الأول 2021، وذلك بعدما أعلن قيس سعيّد أنه سيتم سحب جواز السفر الدبلوماسي من كل من ذهب ليستجدي الخارج لـ"ضرب" المصالح التونسية.
كذلك فقد اتهمت نقابة السلك الدبلوماسي التونسية (تضم موظفي الخارجية) الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (2012-2014)، بتحريض سلطات دولة أجنبية على اتخاذ تدابير عقابية ضد بلاده، وهو ما نفاه المرزوقي واعتبره "أكاذيب".
انهاء الانقلاب
في المقابل قال المرزوقي: "منذ انقلاب 25 جويلية (يوليو/تموز 2021 ) وأنا مجنّد لقضية عودة الشرعية وإنهاء الانقلاب ودعم القوى الوطنية التي تتحرك على الأرض… ولا أستغرب إذاً الإجراءات التي أعلن عنها المنقلب (سعيّد) ضدّي هذا اليوم أو التي ستتبع".
كذلك ورداً على خطاب قيس سعيّد، تساءل المرزوقي قائلاً: "أليس من المُضحكات المُبكيات أن يُتهم رجل مثلي بالخيانة من قِبل أنصار رجل حنث بوعد الالتزام بالدستور وسمّى الاستعمار حماية وطالب المستثمرين بعدم الاستثمار في تونس؟!"، في إشارة إلى الرئيس سعيّد.
شدّد المرزوقي على أنه "في كل الحالات، بما أنني لا أعترف بالسيد قيس سعيد رئيساً شرعياً لتونس… وبما أن الحكومة التي عيَّنها غير شرعية، لأنها لم تحظَ بثقة برلمان جمّده المنقلب في مخالفة صريحة للدستور، فإنني أعتبر نفسي غير معنيٍّ بأي قرار يصدر من هذه السلطات غير الشرعية".
تابع: "أقول للتونسيين: سننهض من هذه العثرة كما نهضنا من كل العثرات"، مضيفاً: "سنبرأ من هذه الجائحة السياسية كما تجاوزنا جائحة كورونا حتى وإن كان الثمن باهظاً، فلا تيأسوا أبداً من رحمة الله ومن وطنكم".
استبداد مطلق
كذلك قال المرزوقي لـ"الجزيرة نت": "ما وقع اليوم أكبر دليل على دخولنا مرحلة الاستبداد المطلق من الباب الكبير، ودليل على أن هذا الرجل أصبح يمثل أكبر خطر على الدولة التونسية، وعلى كل الناس، وبالتالي المواجهة السياسية معه لم تعد ممكنة".
أضاف: "أنا حقيقةً لا أستغرب ما وقع اليوم، ولم أعُد أستغرب شيئاً منه، هذه سابقة تاريخية لم تحدث حتى في زمن الاستبداد في عهدي بورقيبة وبن علي، ما حدث اليوم دليل على كل ما قلته سابقاً وأقوله دوماً، من استبداد هذا الرجل المطلق، وتونس بوجوده ستواجه مرحلة صعبة".
في سياق متصل قال قيس سعيد إن "من يتآمر على تونس في الخارج يجب أن توجَّه إليه تهمة التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي". وأردف: "لن نقبل أبداً بأن توضع سيادتنا على طاولة أي مفاوضات أجنبية (..) القضية قضية الشعب التونسي وليست دولية حتى يتدخل فيها الآخرون".
تابع: "تونس دولة حرة مستقلة ولا مجال للتدخل في شؤونها، وتعلمون كيف ذهب البعض إلى الخارج يستجديه لضرب المصالح التونسية". وزاد: "نحن حريصون على الديمقراطية والحرية وعلى أن يتمكن الشعب من التعبير عن إرادته تعبيراً دون تدخُّل أيٍّ كان ودون أموال.. ويجب أن نكون مسؤولين أمام الشعب وأمام التاريخ".
يُذكر أنه ومنذ 25 يوليو /تموز 2021 ، تعاني تونس أزمة سياسية حادة، حيث بدأ الرئيس التونسي قيس سعيد، سلسلة قرارات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وترؤسه للنيابة العامة، وإقالة رئيس الحكومة.