اتهمت رئيسة الحزب الدستوري الحر في تونس عبير موسى، الجمعة 15 أكتوبر/تشرين الأول 2021، رئيس الجمهورية قيس سعيّد، بإعطاء تعليمات بإغلاق باب مقبرة الشهداء في بنزرت أمامها هي وأنصارها؛ لمنعها من "تلاوة الفاتحة على أرواح الشهداء"، واصفةً سعيّد، بأنه "الحاكم بأمره".
جاء ذلك في تصريحات إعلامية لموسى بمدينة بنزرت شمال تونس، تزامناً مع إحياء الذكرى الـ58 لعيد الجلاء.
ويحتفل التونسيون بعيد الجلاء سنوياً، وهو تاريخ خروج آخر جندي فرنسي من الأراضي التونسية من محافظة بنزرت في 15 أكتوبر/تشرين الأول 1963.
حيث قالت موسى: "الحاكم بأمره لا يعرفنا! أبلغوه أننا لا نخالف القانون ولا نخرق الدستور، وهذا اليوم عار على جبينه".
بينما قال أحد العساكر بالمقبرة لموسى، إن "مقبرة الشهداء أرض عسكرية، ودخولها يتطلب الحصول على ترخيص مسبق".
تعقيباً على ذلك، ردَّت موسى بالتعبير عن استغرابها، مؤكدةً أنها تعودت الحضور 15 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، ولم تتخلف عن ذلك إلا في الذكرى الـ57، بسبب الوضع الصحي نتيجة تفشي فيروس كورونا.
بينما لم يصدر عن الرئاسة التونسية تعليق على ما ذكرته موسى، حتى الساعة الـ18:15 ت.غ.
في السياق، أشرفت موسى بدورها على موكب احتفال نظمته بمناسبة الذكرى الـ58 لعيد الجلاء، وألقت خلاله خطاباً أمام أنصارها الذين أتوا من مختلف ولايات الجمهورية.
في وقت سابق من الجمعة، أشرف سعيّد، على إحياء الذكرى الـ58 لعيد الجلاء، بمدينة بنزرت، وذلك بمشاركة عدد من كبار رجال الدولة.
يُذكر أنه ومنذ 25 يوليو/تموز 2021، تعاني تونس أزمة سياسية حادة، حيث بدأ الرئيس التونسي قيس سعيد، سلسلة قرارات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وترؤسه للنيابة العامة، وإقالة رئيس الحكومة.
من المتوقع أن تناقش لجنة بالكونغرس الوضع في تونس بعد خطوة سعيّد الاستحواذ على أغلب السلطات. لكن الرئيس التونسي رفض بشدةٍ "أي محاولة تدخُّل"، مؤكداً أن الأمر يخص التونسيين فحسب، وفق قوله.