أعلنت الحكومة اللبنانية، الخميس 14 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إغلاق جميع المدارس والجامعات الرسمية والخاصة، يوم الجمعة؛ على خلفية اشتباكات مسلحة وقعت بالعاصمة بيروت، خلفت 6 قتلى و32 جريحاً.
حيث قال وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، في بيان: "تقفل المدارس والمهنيات والمعاهد والجامعات الرسمية والخاصة، وذلك استناداً للقرار الصادر عن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، القاضي بالإقفال العام الجمعة؛ حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحوادث التي وقعت الخميس في بيروت".
مواجهات
يُذكر أنه قد وقعت، الخميس، مواجهات مسلحة في منطقة الطيونة الواقعة بين منطقة الشياح ذات الأغلبية الشيعية ومنطقة عين الرمانة-بدارو ذات الأغلبية المسيحية، استمرت نحو 5 ساعات.
حيث بدأت الأحداث بإطلاق نار كثيف خلال تظاهرة نظمها مؤيدون لجماعة "حزب الله" وحركة "أمل" (شيعيتان)؛ للتنديد بقرارات المحقق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق بيطار.
في المقابل اتهمت جماعة "حزب الله" وحركة "أمل"، "مجموعات مسلحة" تابعة لحزب "القوات اللبنانية" بزعامة سمير جعجع، بقتل وجرح مؤيدين لهما خلال المظاهرة، وهو ما نفته الأخيرة ووصفت الاتهامات بـ"الباطلة".
في سياق متصل فقد قُتل ستة أشخاص على الأقل وأصيب ثلاثون آخرون، الخميس، في تبادل لإطلاق النار بالعاصمة اللبنانية بيروت، وفق تقرير نشرته وكالة فرانس برس يوم الخميس.
حيث تحولت مستديرة الطيونة، على بُعد عشرات الأمتار من قصر العدل حيث مكتب بيطار، إلى ساحة حرب شهدت إطلاق رصاص كثيفاً وقذائف ثقيلة وانتشار قناصة على أسطح أبنية، على الرغم من وجود وحدات الجيش وتنفيذها انتشاراً سريعاً في المنطقة.
رشقات نارية
من جانبه أعلن الجيش اللبناني أنه "خلال توجُّه محتجين إلى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة-بدارو"، محذراً من أن وحداته "سوف تقوم بإطلاق النار باتجاه أي مسلح يوجد على الطرقات وباتجاه أي شخص يقْدم على إطلاق النار". وناشد المدنيين إخلاء الشوارع.
من جانبه قال وزير الداخلية بسام مولوي، إن "الإشكال بدأ بإطلاق النار، من خلال القنص"؛ ما أسفر عن "إصابات بالرأس".
كذلك قالت مديرة الطوارئ في مستشفى الساحل بالضاحية الجنوبية لبيروت مريم حسن، إن بين القتلى الذين وصلوا إلى المستشفى امرأة في الرابعة والعشرين من العمر، أصيبت بطلق ناري في الرأس خلال وجودها في منزلها.
من جهته، استنكر رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، ما حصل في محيط منطقة الطيونة، معتبراً أن "السبب الرئيسي لهذه الأحداث هو السلاح المتفلت والمنتشر والذي يهدد المواطنين في كل زمان ومكان".
في رد فعل مقتضب، قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، إن أحداث الخميس "انتكاسة للحكومة لكن سنتجاوزها". وأضاف: "لبنان يمر بمرحلة صعبة، التشبيه كالمريض أمام غرفة الطوارئ، مع تشكيل الحكومة دخلنا غرفة الطوارئ". ومضى يقول: "لا يزال أمامنا مراحل كثيرة للشفاء التام".
التوتر في لبنان
بدورها، حضَّت الولايات المتحدة على نزع فتيل التوتر في لبنان، وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، للصحفيين: "نضم صوتنا إلى السلطات اللبنانية في دعوتها إلى التهدئة ووقف تصعيد التوتر".
كما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، صباحاً، صوراً لأطفال يجلسون أرضاً في إحدى القاعات المدرسية، ما أعاد إلى الأذهان بالنسبة لكثيرين ذكريات الحرب الأهلية المؤلمة.
في سياق متصل يخشى كثيرون أن تؤدي ضغوط حزب الله وحليفته حركة أمل، إلى عزل بيطار على غرار سلفه فادي صوان الذي نُحِّي في فبراير/شباط 2020، بعد ادعائه على مسؤولين سياسيين.
فمنذ ادعائه على رئيس الحكومة السابق حسان دياب وطلبه ملاحقة نواب ووزراء سابقين وأمنيين، تقدَّم أربعة وزراء معنيين، بشكاوى أمام محاكم متعددة، مطالبين بنقل القضية من يد بيطار، ما اضطره إلى تعليق التحقيق في القضية مرتين حتى الآن.
في المقابل علق بيطار، الثلاثاء، التحقيق بانتظار البتّ في دعوى مقدمة أمام محكمة التمييز المدنية من النائبين الحاليين وزير المالية السابق علي حسن خليل ووزير الأشغال السابق غازي زعيتر، المنتميَين إلى كتلة حركة أمل.