قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الأربعاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إنه حين أدلت مديرة المنتجات السابقة في فيسبوك، فرانسيس هوغن، بشهادتها أمام مجلس الشيوخ يوم الثلاثاء 12 أكتوبر/تشرين الأول 2021، رسمت وجهاً قبيحاً للشركة المالكة للشبكة الاجتماعية الشهيرة.
كذلك وباعتبارها عضواً في الفريق المدني المنوط به التعامل مع المعلومات المضللة داخل الشركة لنحو سنتين قبل رحيلها في مايو/أيار 2021، شاركت فرانسيس معلومات داخلية كانت الشركة قد أخفتها من قبل: بدايةً من استعداد فيسبوك لترويج محتوى الكراهية على منصاته للحفاظ على معدلات التفاعل، ووصولاً إلى الأبحاث التي أثبتت آثار إنستغرام المضرة بالصحة العقلية للمراهقات. كما سرّبت فرانسيس آلاف الصفحات من الوثائق الداخلية لدعم مزاعمها.
تضارب المصالح
إذ قالت فرانسيس في مقابلةٍ أجرتها مع برنامج 60 Minutes: "الأمر الذي لاحظته في فيسبوك مراراً وتكراراً، هو تضارب المصالح بين ما هو جيدٌ لمصلحة العامة وما هو جيدٌ لمصلحة فيسبوك. ووجدت أنّ شركة فيسبوك اختارت مرةً تلو الأخرى تحسين منتجاتها لخدمة مصالحها الخاصة وجني مزيد من المال".
في المقابل وقف المشرعون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في مشهدٍ نادر من مشاهد الوحدة بين الحزبين، وصفقوا لفرانسيس؛ لكشفها عن التجاوزات وفضحها المخالفات. لكن داخل أركان شركة فيسبوك المعروفة بعزلتها، تباينت آراء الموظفين حول فرانسيس وانتقاداتها.
حيث يُعرف عن شركة فيسبوك أنها تُوقّع اتفاقيات عدم إفصاح لا تهاون فيها، فضلاً عن انتقامها من الموظفين الذين يتحدثون عن التجاوزات على الملأ.
لذا رداً على شهادة فرانسيس، ووفقاً لصحيفة New York Times الأمريكية؛ أصدر قسم الاتصال في الشركة مذكرةً للموظفين تُذكّرهم بالتزام الصمت بغض النظر عن آرائهم في فرانسيس وما كشفت عنه.
مناقشة مسألة كشف الأسرار
حيث قالت مديرة اتصالات السياسة بالشركة أندريا ساؤول، في المذكرة: "تصلنا بشكلٍ متزايد، أنباء عن طلبات بعض المراسلين مناقشة مسألة فرانسيس هوغن والانطباعات عنها مع موظفينا. وقد سألنا بعض الموظفين تحديداً ما إذا كان باستطاعتهم الدفاع عن الشركة بالاستشهاد ببعض تجاربهم معها. لكن، رجاءً لا تُشاركوا في تلك المحادثات".
لكن قلةً من الموظفين كانوا على استعدادٍ لخرق اتفاقيات عدم الإفصاح؛ من أجل الحديث بشكلٍ رسمي. وغالبية من فعلوا ذلك في العلن كانوا يُردّدون آراء مارك زوكربيرغ التي أعرب عنها في مذكرةٍ داخلية مُطوّلة اطّلعت عليها صحيفة The Guardian، إذ كتب زوكربيرغ: "من الصعب رؤية تغطية صحفية تُسيء تفسير عملنا ودوافعنا. وأعتقد بشكلٍ أساسي أن غالبيتنا يصعب عليهم التعرّف على الصورة الخاطئة التي تُرسم عن شركتنا".
حيث قال بعض الموظفين الذين تحدثوا علناً، إنّ فرانسيس فشلت في الاعتراف بالخطوات التي تتخذها الشركة بالفعل لزيادة أخلاقية منتجاتها. ففي سلسلةٍ من التغريدات لمدير تصميم المنتجات في فيسبوك، ديفيد غيليس، نشرها يوم الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021، قال إنه قدّم الدعم لبعض فرق فيسبوك التي تعمل على مسائل النزاهة والسلامة، لكن شهادة فرانسيس لم تُقر بالتقدم الذي يجري على الأرض.
خصوصية الشركة
كما أعرب آخرون عن وجهات نظر مُشابهة على تطبيق Blind الشهير، حيث يُمكن للموظفين مناقشة أمور الشركات دون الكشف عن هوياتهم.
بينما قلل آخرون من أهمية تلك الكشوفات والمصادر المادية التي قدمتها فرانسيس لدعمها. إذ كتب موظفٌ في فيسبوك أن الوثائق المسربة بشأن الصحة العقلية للمراهقات لا تُدين فيسبوك، كما أنّ فرانسيس صرّحت في شهادتها بأنّها "تتحدث عن آرائها الشخصية". وقد حصد منشور الموظف عشرات الإعجابات رغم أنّ فرانسيس كشفت عن نتائج دراسات بحثية داخلية مستمرة منذ ثلاث سنوات لإثبات مزاعمها.
بينما تحدث موظفون آخرون دون الكشف عن هويتهم؛ ليُعربوا عن تقييم أكثر قسوة للشركة، حيث صرّح أحدهم لصحيفة New York Times الأمريكية، قائلاً إن شهادة فرانسيس كانت كلمة حق، وإنّ فرانسيس نفسها "بطلة". بينما حيّاها موظفٌ آخر، لأنّها "قالت الأشياء التي يقولها كثير من الناس هنا منذ سنوات".