قالت أربعة مصادر مطلعة، الخميس 14 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن تركيا وسَّعت نطاق صادراتها من الطائرات المسيرة المسلحة، من خلال التفاوض على صفقات مع المغرب وإثيوبيا بعد استخدامها الناجح في الصراعات الدولية.
إذ إن أي شحنات من الطائرات المسيرة إلى إثيوبيا تهدد بإذكاء الخلاف في العلاقات المتوترة بالفعل بين تركيا ومصر، التي تختلف مع أديس أبابا بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق.
ضغوط أمريكا
في المقابل قال مصدران أمنيان مصريان إن القاهرة طلبت من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية مساعدتها على تجميد أي صفقة. وقال مصدر مصري ثالث إن أي اتفاق يتعين أن يُطرح ويوضَّح في محادثات بين القاهرة وأنقرة، تحاولان من خلالها إصلاح العلاقات الثنائية.
في سياق متصل لم تعلن تركيا وإثيوبيا والمغرب رسمياً عن أي اتفاق بخصوص طائرات مسيرة مسلحة، لكن عدة مصادر مطلعة على الترتيبات أطلعت رويترز على التفاصيل.
في حين قال مسؤول تركي إن إثيوبيا والمغرب طلبتا شراء طائرات مسيرة من طراز "بيرقدار تي.بي2″، في اتفاقات قد تشمل كذلك ضمانات قطع الغيار والتدريب.
كذلك فقد قال دبلوماسي طلب عدم الكشف عن هويته، إن المغرب تسلم الدفعة الأولى من الطائرات المسيرة المسلحة التي طلبها، في مايو/أيار 2021. وأضاف أن إثيوبيا تعتزم الحصول عليها لكنّ وضع هذه الطلبية ليس واضحاً. ولم تذكر المصادر عدد الطائرات التي تتضمنها الصفقتان ولم تورد أي تفاصيل مالية.
ارتفاع الصادرات
في حين تُظهر بيانات رسمية أن صادرات تركيا بمجالات الدفاع والطيران ارتفعت بشدّة للمغرب وإثيوبيا في الشهرين الماضيين، لكنها لا توفر تفاصيل عن مبيعات الطائرات المسيرة.
يأتي الإعلان عن صفقة الطائرات المسيرة، بعد أسابيع قليلة من استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء 18 أغسطس/آب 2021، رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بمراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعبَّر أردوغان عن استعداد بلاده للتوسط من أجل حل النزاع بين إثيوبيا والسودان بشأن منطقة القفشة، بينما أكد آبي أحمد رغبة بلاده في تعميق العلاقات مع أنقرة.
كذلك وقبل يوم من الزيارة الرسمية، قالت الرئاسة التركية، إن زيارة أحمد تنطوي على أهمية بالغة؛ لتزامنها مع الاحتفال بالذكرى السنوية الـ125 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مؤكدةً أن أردوغان وأحمد سيبحثان العلاقات الثنائية بجوانبها كاملةً، وسبل تعزيزها في المجالات والقطاعات كافة، إضافة إلى مناقشة القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
أردوغان يعرض وساطته
في المقابل وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، بالمجمع الرئاسي التركي في العاصمة أنقرة، الأربعاء، أشار أردوغان إلى أنه تناول مع الجانب الإثيوبي التطورات الإقليمية والدولية، ومستجدات الأوضاع في إقليم تيغراي شمال إثيوبيا.
كما شدّد على أن تركيا تولي أهمية لسلام واستقرار ووحدة إثيوبيا التي تتمتع بموقع استراتيجي وهام، وأضاف: "نولي أهمية كبيرة لحل المشاكل القائمة في إطار ضبط النفس، والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة".
الرئيس التركي أوضح أنَّ تفاقم الوضع سيؤثر سلباً على جميع دول المنطقة، لافتاً إلى أن "التوتر في منطقة الفشقة بين أصدقائنا بالسودان وإثيوبيا كان مطروحاً على جدول أعمال اللقاء ".
في السياق نفسه، ذكر أردوغان أن هذه القضية بحثها أيضاً مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي استضافه بأنقرة.
قبل أن يختتم تصريحه، بتأكيد أن "تركيا على استعداد للمساهمة بكل الطرق لحل النزاع ودياً بين السودان وإثيوبيا بشأن منطقة الفشقة، وضمن ذلك الوساطة".