شارك رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، في حفل بالقدس المُحتلة أقيم على أنقاض مقبرة إسلامية، ما أثار غضباً فلسطينياً واسعاً، دفع اتحاد الكرة الفلسطيني لرفض استقباله.
كان إنفانتينو قد شارك أمس الإثنين 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021، في حفل إطلاق "مركز فريدمان للسلام من خلال القوة"، الذي أقيم في مقر "متحف التسامح" المقام على أرض مقبرة مأمن الله بالقدس، ويهدف المركز إلى "توسيع نطاق اتفاقيات إبراهيم (التطبيعية)".
على إثر ذلك، أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اليوم الثلاثاء، أنه اعتذر عن استقبال إنفانتينو، رداً على مشاركته في الحفل.
بيّن الاتحاد الفلسطيني في بيان أنه فوجئ بمشاركة إنفانتينو في حفل "تهويدي أقيم في (متحف التسامح)، المقام فوق المقبرة (…)"، وأضاف: "نعتذر عن استقبال رئيس الاتحاد الدولي، كونه لا يوجد أي مبرر لزيارته لفلسطين ضمن هذه المعطيات التي نرى أنها لا تساهم في جسر الهوّة بين الشعوب".
أوضح الاتحاد كذلك أنه لفت نظر مساعدي إنفانتينو إلى ضرورة عدم مشاركته بأية أنشطة رياضية أو سياسية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما في ذلك القدس الشرقية.
كما أشار الاتحاد الفلسطيني إلى أن مشاركة إنفانتينو في الحفل "تسييس للرياضة ولن يخدم لا قضية السلام، ولا التسامح".
في السياق ذاته، نقل موقع "بوابة أخبار اليوم" المصري، عن مصدر في الجامعة العربية – لم يسمّه – قوله إن الجامعة استنكرت مشاركة إنفانتينو في الحفل.
المصدر نفسه أكد أن مشاركة إنفانتينو بالحفل "تخالف مبادئ النظام الأساسي للاتحاد الدولي لكرة القدم، وتُعد تسييساً غير مقبول له، كما أنها تُعبر عن انحياز صارخ لدول الاحتلال على حساب الفلسطينيين".
كان إنفانتينو قد برز في أحد مشاهد التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، عندما حضر توقيع اتفاقية بين اتحادي الكرة في أبوظبي وتل أبيب.
حينها قال محمد الظاهري، الأمين العام لاتحاد الإمارات لكرة القدم، إن "هذه الاتفاقية تأتي تفعيلاً لمعاهدة السلام التي تم توقيعها بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل (…) وإن وجود إنفانتينو في الإمارات وحضوره مراسم توقيع الاتفاقية يؤكد حرص الفيفا وتشجيعه على مثل هذه المبادرات"، بحسب ما أورده موقع "فرانس 24".
"مأمن الله" هي أقدم مقابر القدس وأوسعها حجماً وأكثرها شهرة، تقع في غربي القدس، وأقامت إسرائيل مرافق سياحية ومباني على أجزاء منها، بينها "متحف التسامح".
يُذكر أن إسرائيل احتلت القدس الشرقية عام 1967، وأعلنت في 1980 ضمها إلى القدس الغربية المحتلة منذ عام 1948، معتبرة "القدس عاصمة موحدة وأبدية" لها، وهو ما يرفض المجتمع الدولي الاعتراف به.