حصلت صحفية بريطانية على ما يقارب 110 آلاف دولار؛ تعويضاً عن أضرار قالت إنها لحِقت بها بعد توظيفها في موقع استقصائي بلندن، اكتشفت أنه لم يكن إلا "واجهة ذات أغراض دعائية" لصالح مصر والإمارات.
بحسب صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 11 أكتوبر/تشرين الأول 2021، فإن الصحفية جين كاهاين قد أجرت مقابلة عمل مع الصحفي السابق بمكتب "الجزيرة الإنجليزية" في القاهرة، محمد فهمي، أُبلغت خلالها أن TIJ كانت منصة نشر للصحافة الاستقصائية المستقلة.
لكن جين، التي شغلت منصب رئيس تحرير المنصة بين ديسمبر/كانون الأول 2018 ويوليو/تموز 2019، قالت إنها تعتقد أن TIJ تلقت تمويلاً من الإمارات واتبعت أجندة تستهدف تعزيز مصالح الدولة الخليجية وكذلك مصر.
يشار إلى أن محمد فهمي قد سبق أن اعتُقل في السجون المصرية أكثر من عام، بتهمة "نشر أخبار كاذبة" في قضية تسببت بغضب شعبي كبير.
دعوى قضائية
في تفاصيل الدعوى التي تقدمت بها، قالت جين إن فهمي كان "يحظى بمساعدة وإشراف" ممثلين أو عملاء للإمارات، وإنه التقى في يونيو/حزيران 2019، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي؛ وذلك من أجل "مناقشة الخط التحريري والمحتوى الخاص بـTIJ"، بحسب ما نقلته الصحيفة.
بعد عدم مثول فهمي ومسؤولي منصة TIJ للدفاع عن أنفسهم، حكمت المحكمة غيابياً بمنح جين تعويضاً بقيمة 80.735.92 جنيه إسترليني؛ للاحتيال أو الإهمال في التفسير أو كليهما، إضافة إلى التكاليف. واستطاعت صحيفة The Guardian أن تطّلع على الحكم.
في نص الحكم، قالت القاضية باربرا فونتين: "كان هذا جانباً صعباً وحساساً على نحو خاص يرتبط بالصحافة وتمويل الصحافة لأغراض زُعمت أنها سياسية وليست مستقلة، وترتبط بتمويل مزعوم من مصادر في الشرق الأوسط".
كما أضافت: "إن سمعة المدعية بوصفها صحفية تتمتع بالنزاهة كانت تواجه خطراً، وبالنسبة لها كان ذلك الشاغلَ على الأرجح بنفس قدر أهمية المطالبة المالية التي تقدمت بها، ويجب أن ينعكس ذلك انعكاساً ملائماً في التعويض القانوني".
منصة خارج الخدمة
قالت تفاصيل الدعوى إن الوصف الوظيفي للصحفية البريطانية في منصة TIJ ذكر أنها سوف "تعمل مع صحفيين بارزين وفريق من المحررين للمساعدة في تأسيس منصة نشر إلكترونية استقصائية ذات طراز رفيع، وإدارتها".
لكنها قالت "إن الواقع كان مختلفاً"، حيث أكدت في الدعوى أن "المنصة لم تغطِّ في أي وقت، مجموعة واسعة من الموضوعات والرؤى، ولم تكن ذات وجهة نظر موضوعية مستقلة".
كما أشارت إلى أن "المقالات والتقارير ومحتوى التواصل الاجتماعي المنشور عن طريق TIJ ركز تركيزاً أساسياً على الاستهداف بـ(عدوانية)، من يُنظر إليهم على أنهم خصوم الإمارات ومصر، وضمن ذلك بلاد مثل تركيا وقطر وإيران، والمنظمات الخاصة، مثل جماعة الإخوان المسلمين".
من جانبها، أوضحت صحيفة The Guardian أن موقع TIJ كان خارج الخدمة عند نشر هذا التقرير، كما أكدت أن المحكمة سمعت أن الشركة تُصفَّى، بينما قالت الهيئة الحكومية Companies House، التي تُسجَّل فيها الشركات، إن المنصة لم تُقدم حساباتها المفترض تقديمها في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.