جدّد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الأحد 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، "رفض بلاده لأي تواصل من أجل إعادة العلاقات مع المغرب"، مشدداً على أن الجزائر "لا تقبل وساطة مع المملكة المغربية، لأن قطع العلاقات كان ردة فعل منا على عدوان متواصل"، على حد تعبيره.
وكانت الجزائر قد أعلنت في بيان رسمي أن المجلس الأعلى للأمن قرر يوم الأربعاء، 22 سبتمبر/أيلول 2021، إغلاق المجال الجوي للبلاد أمام الطيران المدني والعسكري المغربي، وذلك بعد أيام من قطع العلاقات بين البلدين.
الرئيس الجزائري، وفي لقاء صحفي له مع وسائل إعلام محلية، أكد أن بلاده "رفضت الإشارة إلى أي وساطة من أجل إعادة العلاقات مع المغرب، من قبل وزير خارجية الكويت خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة".
المتحدث ذاته عاد من جديد من أجل التهام المغرب بالتدخل في شؤون البلاد، وقد صرّح بهذا الخصوص قائلاً: "اتهاماتنا بدعم المغرب لـ"الماك" (حركة انفصالية تدعو إلى استقلال منطقة القبائل) حقيقية، وبالدلائل بالصوت والصورة".
كما أضاف بهذا الخصوص أيضاً: "هناك تواطؤ لأطراف من المغرب وفرنسا حول حرائق القبائل"، على حد تعبيره.
في جانب آخر، وعلى غرار لقاءاته السابقة، لم يصدر عن المملكة المغربية أي رد رسمي على تصريحات تبون.
في السياق ذاته، وبخصوص أنبوب الغاز المارّ من المغرب نحو إسبانيا، أوضح أنه "لم يتخذ بعد أي قرار بخصوص تجديد العقد الذي سينتهي نهاية الشهر الجاري".
قطع العلاقات الدبلوماسية
كانت الجزائر قد قررت، أواخر الشهر الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، مشيرة إلى "أعمال عدائية" من جانب المملكة، خاصة بعد تصريحات أدلى بها مبعوث المغرب في نيويورك، تؤيد تقرير المصير لمنطقة القبائل في الجزائر، وقال المغرب إنه يأسف لقرار الجزائر.
كما اتهمت الجزائر الرباط بدعم الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل (الماك)، وهي جماعة انفصالية أعلنتها الحكومة منظمة إرهابية، وتتهمها السلطات بإشعال حرائق غابات مدمرة خاصة في منطقة القبائل، أودت بحياة 65 شخصاً.
مع العلم أن الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة منذ عام 1994، وأشارت الجزائر إلى أنها ستحول صادرات الغاز من خط أنابيب يمر عبر أراضي المغرب، وكان من المقرر تجديده في وقت لاحق من العام الحالي.
تدهورت العلاقات بين البلدين منذ العام الماضي، عندما اشتعلت قضية الصحراء بعد سنوات من الهدوء النسبي. ويَعتبر المغرب الصحراء تابعة له، لكن جبهة البوليساريو، التي تدعمها الجزائر تنازعه السيادة عليها.