قالت الولايات المتحدة، الأحد 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن المحادثات في أول اجتماع مباشر بين مسؤولين كبار من الولايات المتحدة وطالبان منذ استعادة الحركة السلطة في أفغانستان في أغسطس/آب كانت "صريحة واحترافية"، فيما وصفت الحركة المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين بـ"المثمرة".
المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس قال إن الوفد الأمريكي في محادثات الدوحة بقطر في مطلع الأسبوع ركز على المخاوف المتعلقة بالأمن والممر الآمن للمواطنين الأمريكيين وغيرهم من الرعايا الأجانب والأفغان، وكذلك على حقوق الإنسان، بما في ذلك مشاركة جادة للنساء والفتيات في جميع جوانب المجتمع الأفغاني، وأضاف أن الجانبين ناقشا أيضاً "توفير الولايات المتحدة مساعدات إنسانية قوية مباشرة للشعب الأفغاني".
برايس قال في بيان: "المناقشات كانت صريحة واحترافية، إذ أكد الوفد الأمريكي أن الحكم على طالبان سيكون من خلال أفعالها وليس فقط أقوالها"، إلا أنه لم يشر إلى ما إذا كان قد جرى التوصل لأي اتفاقات.
فيما وصف وكيل وزارة الإعلام في الحكومة الأفغانية المؤقتة ذبيح الله مجاهد، المحادثات التي جرت في الدوحة بين وفد الحكومة الأفغانية المؤقتة والوفد الأمريكي بالمثمر، معرباً عن أمله في أن تمهد المحادثات الطريق أمام الولايات المتحدة والمجتمع الدولي للاعتراف بالحكومة الأفغانية الجديدة.
مفاوضات أمريكية مع طالبان
ونقلت قناة الجزيرة القطرية عن القائم بأعمال وزير الخارجية الأفغاني قوله إن ممثلي طالبان طلبوا من الجانب الأمريكي رفع حظر مفروض على احتياطيات البنك المركزي الأفغاني، وقالت إن الوزير أمير خان متقي قال أيضاً إن واشنطن ستقدم للأفغان لقاحات مضادة لفيروس كورونا، وإن الجانبين ناقشا "فتح صفحة جديدة" بين البلدين.
فيما قال مسؤولون بإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لرويترز إن الوفد الأمريكي سيضغط على طالبان للإفراج عن المواطن الأمريكي المختطف مارك فريريتشز.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن اجتماع مطلع الأسبوع كان استمراراً "لتواصلات براغماتية" مع طالبان، وإنه "لا يتعلق بمنح الاعتراف أو إضفاء الشرعية" على الجماعة.
فيما يقول مسؤولون أمريكيون إنهم على اتصال بالعشرات من الأمريكيين والمقيمين الدائمين الشرعيين الذين يرغبون في مغادرة أفغانستان، ولا يزال الآلاف من الأفغان المتحالفين مع الولايات المتحدة معرضين لخطر الاضطهاد من طالبان في البلاد.
ويشار إلى أن الحركة استعادت السلطة في أفغانستان بعد 20 عاماً من الإطاحة بها في غزو قادته الولايات المتحدة لرفضها تسليم زعيم القاعدة أسامة بن لادن في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الولايات المتحدة.
وتواجه واشنطن ودول غربية أخرى خيارات صعبة، إذ تلوح في الأفق بشكل كبير أزمة إنسانية حادة في أفغانستان.
وتعتبر الولايات المتحدة أن حركة طالبان تعاونت إلى حد كبير في السماح للمواطنين الأمريكيين بالمغادرة، لكن نحو 100 أمريكي من أصل أفغاني، بحسب مسؤولين أمريكيين، لا يزالون مترددين حيال مسألة الخروج من أفغانستان.
كذلك تُقر الولايات المتحدة بأنها لم تتمكن من إخراج جميع حلفائها الأفغان، الذين أرادوا المغادرة خلال عملية الجسر الجوي، التي نقلت آلاف الأشخاص من مطار كابول قبل الانسحاب إلى خارج البلاد.