بلدية أمريكية “تتلاعب” بالقانون لمنع بناء مقبرة للمسلمين.. القضاء عاقبها وألزمها بدفع تعويض ضخم

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/09 الساعة 06:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/09 الساعة 07:07 بتوقيت غرينتش
صورة توضيحية / Istock

قضت محكمة أمريكية، الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021، على بلدية ستافورد، التابعة لولاية فرجينيا، بدفع تعويض مالي لمنظمة إسلامية، يقدر بنصف مليون دولار، بعد ثبوت تلاعبها بالقوانين لمنع بناء مقبرة للمسلمين.

بحسب مراسل الأناضول، فإن بلدية ستافورد غيّرت بعض اللوائح القانونية حتى لا تتمكن جمعية "كل المسلمين" من بناء مقبرة على أرض قد اشترتها.

ورفعت جمعية "كل المسلمين" دعوى قضائية ضد البلدية، تطالب فيها بالحصول على إذن البناء، وأقرت المحكمة بأحقية الجمعية بالحصول على الإذن، وألزمت البلدية بدفع غرامة مالية قدرها 500 ألف دولار.

وتبيّن للمحكمة أن الدافع وراء تلاعب البلدية ببعض القوانين هو منع بناء مقبرة إسلامية في المنطقة، بغرض التمييز الديني.  

جو عام من الكراهية 

كان أكثر من ثلثي المستطلعة آراؤهم من مسلمي أمريكا قد قالوا إنهم تعرَّضوا لمواقف تمييز على أساس ديني في الولايات المتحدة، في أحدث دراسة أجريت في البلاد، التي تشهد ارتفاعاً لأحداث ترتبط بالتمييز العنصري والإسلاموفوبيا. 

موقع Middle East Eye البريطاني، نشر مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2021، استطلاعاً للرأي أجراه "معهد الآخر والانتماء" بجامعة كاليفورنيا، كشف أن 67.5% من المستطلعة آراؤهم قد تعرَّضوا للإسلاموفوبيا، التي عرَّفتها الدراسة بأنها "هجوم لفظي أو جسدي فردي، أو سياسة عامة، أو نزع صفة الإنسانية عن المسلمين".

وجدت الدراسة أن بين 1123 مسلماً استُطلِعَت آراؤهم، قالت 76.7% من الإناث إنَّهن تعرَّضن للإسلاموفوبيا، مقارنةً بـ58.6% من الرجال.

فيما قالت نسبة أكبر من بين أولئك المشمولين بالدراسة، 93.7%، إنَّ الكراهية المعادية للمسلمين قد أثَّرت على صحتهم النفسية أو العاطفية بدرجة ما.

من جانبه، أشار الصادق الشيخ، مدير برنامج العدالة بالمعهد، إلى "أنه حتى لو لم يُستهدَف المسلم بصورة مباشرة، فإنَّ انتشار الإسلاموفوبيا في إعلامنا وثقافتنا قد خلق جواً يشعر فيه المسلمون بأنهم مراقبون أو مستبعدون بصورةٍ ما". 

حيث وجد الاستطلاع أنَّ الأشخاص بين سن 18 و29 عاماً قد تعرَّضوا لأكبر قدر من الإسلاموفوبيا مقارنةً بأي فئة عمرية أخرى، وكانوا أكثر احتمالاً لإخفاء دينهم نتيجة لهذا التمييز، وقالت نسبة 45% منهم إنهم على استعداد لفعل ذلك.

نُشِرَت نتائج الدراسة بعد أسابيع قليلة من الذكرى العشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، التي أدَّى ما تلاها إلى زيادة الأعمال العدائية تجاه الجاليات المسلمة والسياسات الحكومية التي استهدفت المسلمين.

مع ذلك، أشار الشيخ إلى أن الإسلاموفوبيا ظاهرة كانت موجودة حتى قبل الهجمات في البلاد.

حيث قال خلال مناقشة عامة الخميس، 30 سبتمبر/أيلول، بعد إعلان نتائج الدراسة: "نعلم أنَّ للإسلاموفوبيا تاريخاً طويلاً في الولايات المتحدة، ولم تظهر فقط بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول"، مضيفاً أنها تُبنى على إطار قائم من العنصرية البنيوية في الولايات المتحدة.

وتابع: "الإسلاموفوبيا لا تؤثر على المسلمين الأمريكيين وحسب، بل على المجتمع الأمريكي ككل".

تحميل المزيد