تعتزم الولايات المتحدة، اعتباراً من السبت 9 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عقد أول محادثات لها وجهاً لوجه مع حركة "طالبان"، منذ انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وسيطرة الحركة على البلاد.
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية قوله إن الوفد الأمريكي سيلتقي مسؤولين كباراً من حركة طالبان، يومي السبت والأحد، في العاصمة القطرية الدوحة.
أشار المتحدث إلى أن الوفد الأمريكي سيضغط على طالبان "لاحترام حقوق جميع الأفغان، ويشمل ذلك النساء والفتيات، وتأليف حكومة شاملة تحظى بدعم واسع".
أضاف المسؤول الأمريكي أنه "بينما تواجه أفغانستان إمكانية حصول انكماش اقتصادي حاد وأزمة إنسانية محتملة، سنضغط أيضاً على طالبان كي تسمح لهيئات الإغاثة بالوصول بكل حرية إلى المناطق التي تحتاج إلى مساعدات".
كانت وكالات تابعة للأمم المتحدة قد حذرت من أنه من المتوقع أن يعاني ما يُقدر بنحو 3.2 مليون طفل أفغاني دون الخامسة من سوء التغذية الحاد، بحلول نهاية العام.
لم يحدد المتحدث هوية الشخصيات التي ستمثل الجانبين خلال الاجتماع المقرر، وكان مسؤولون أمريكيون كبار، بينهم قائد القيادة المركزية الجنرال فرانك ماكنزي، قد التقوا طالبان في كابول، في أغسطس/آب الماضي، مع سيطرة القوات الأمريكية على المطار لتنفيذ الجسر الجوي.
في السياق ذاته، شددت الخارجية الأمريكية على أن الاجتماع لا يؤشّر إلى أن الولايات المتحدة تعترف بحكم طالبان في أفغانستان، وفي هذا الصدد قال متحدث الخارجية: "لا نزال على وضوحنا بأن أي شرعية يجب أن تستمدها طالبان من خلال أفعالها نفسها".
من جانبها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول بارز بالإدارة الأمريكية، طلب عدم نشر اسمه، قوله إن "هذا الاجتماع هو استمرار للتواصل البراغماتي مع طالبان، وهو ما نقوم به بشأن أمور حيوية للأمن القومي".
الوكالة نقلت عن مسؤولين أمريكيين أن القضية الأخرى التي تحظى بأولوية "تتمثل في حمل طالبان على الوفاء بالتزاماتها، بأنها لن تسمح بأن تصبح أفغانستان مرة أخرى معقلاً لتنظيم القاعدة أو غيره من الجماعات المتطرفة".
كانت الولايات المتحدة قد حافظت على قنوات اتصال مع "طالبان"، منذ استيلاء الحركة على كابول، في أغسطس/آب 2021، لكن هذا الاجتماع سيكون الأول وجهاً لوجه.
كما سيمارس الوفد الأمريكي ضغوطاً لضمان تنفيذ أولوية بايدن الرئيسية، بالسماح للمواطنين الأمريكيين وحلفائهم الأفغان خلال العملية العسكرية، التي استمرت 20 عاماً، بمغادرة أفغانستان.
تعتبر الولايات المتحدة أن حركة طالبان تعاونت إلى حد كبير في السماح للمواطنين الأمريكيين بالمغادرة، لكن نحو 100 أمريكي من أصل أفغاني، بحسب مسؤولين أمريكيين، لا يزالون مترددين حيال مسألة الخروج من أفغانستان.
كذلك تُقر الولايات المتحدة بأنها لم تتمكن من إخراج جميع حلفائها الأفغان، الذين أرادوا المغادرة خلال عملية الجسر الجوي، التي نقلت آلاف الأشخاص من مطار كابول قبل الانسحاب إلى خارج البلاد.