نقلت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021، عن مصادر مطلعة على شركة NSO Group الإسرائيلية، المُطوِّرة لبرنامج التجسس "بيغاسوس"، أنَّ الأخير لم يعد فعالاً ضد أرقام المملكة المتحدة.
مصادر الصحيفة كشفت أن الشركة الإسرائيلية نفذت تغييراً يمنع البلدان العميلة من استهداف الأرقام التي تبدأ بـ +44، بعدما علمت بفضيحة القرصنة البريطانية في 5 أغسطس/آب من العام الماضي.
أحد المصادر المقرب من الشركة قال: "أدمجنا هذا التغيير في أكواد النظام ليسري على جميع عملائنا. وأصدرنا تحديثاً سريعاً في منتصف الليل مفاده أنه لا يمكن لأي من عملائنا العمل على أرقام المملكة المتحدة".
اتُّخِذ هذا الإجراء في غضون ساعات من اكتشاف NSO أنَّ دبي ربما استخدمت برنامج Pegasus لاختراق هاتف الأميرة هيا، الزوجة السابقة للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، ومحاميتها فيونا وشخص آخر من ممثليها القانونيين، في خضم المعركة القضائية بين الاثنين حول حماية أطفالهما في بريطانيا.
لكن الصحيفة البريطانية قالت إنه لا يمكن التحقق على الفور من صحة تعديل برنامج NSO، مشيرةً نقلاً عن مصادرها، إلى أن برنامج "بيغاسوس" لم يكن فعالاً أيضاً ضد الأرقام الأمريكية، والهواتف الإسرائيلية، وجميع أعضاء تحالف "العيون الخمس" الاستخباراتي، وهي كندا وأستراليا ونيوزيلندا وكذلك المملكة المتحدة، بجانب الولايات المتحدة.
يشير ذلك إلى أنَّ برمجية "بيغاسوس" ربما لا تزال فعالة ضد الأرقام في دول الناتو الأخرى في أوروبا، مثل فرنسا.
كانت باريس قد ضغطت على إسرائيل لإجراء تحقيق في استخدام برنامج المراقبة، بعدما تبين أنَّ أرقام الهواتف الخاصة بالرئيس ماكرون وأكثر من نصف حكومته مدرجة في قائمة مُسرّبة تضم الأشخاص الذين يُعتقد أنهم أهداف محتملة محل اهتمام عملاء NSO منذ عام 2016.
يأتي ذلك بينما تواجه الشركة الإسرائيلية انتقادات وضغوطاً واسعة، بسبب استخدام برنامجها لاستهداف النشطاء والصحفيين والمحامين في مناطق متفرقة حول العالم، وفي بريطانيا ظهر 400 رقم بالمملكة على قائمة مسربة بيّنت أن الإمارات تستهدفهم.
يُذكر أن تحقيقاً جنائياً دولياً أجرته منظمة Forbidden Stories غير الربحية للصحافة في باريس، قد كشف في يوليو/تموز الماضي عن قائمة تضم 50 ألف اسم حول العالم، تم استهداف هواتفها عبر البرمجية الإسرائيلية الخبيثة للتجسس.
كان من بين أبرز الأسماء التي وردت، الرئيس الفرنسي ماكرون، وملك المغرب محمد السادس، إضافة إلى أشخاص مقربين من الصحفي السعودي الراحل، جمال خاشقجي، الذي قُتل في قنصلية بلده بمدينة إسطنبول.
كشف التحقيق أيضاً أن برنامج "بيغاسوس" سمح بالتجسس على ما لا يقل عن 180 صحفياً و600 شخصية سياسية و85 ناشطاً حقوقياً و65 صاحب شركة في دول عدة.
يتيح برنامج التجسس اختراق الرسائل والصور وجهات الاتصال وحتى الاستماع إلى مكالمات الشخص المستهدف، وأثار التحقيق استنكار منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام وقادة سياسيين في أنحاء العالم.