أطباء يحذّرون من “توأم وبائيٍّ” من الإنفلونزا وكورونا.. دعوا لتلقي اللقاح، وتحدثوا عن “سيناريو مخيف”

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/09 الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/09 الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش
تختلف أعراض الحساسية الموسمية عن تلك التي تسببها الالتهابات الفيروسية مثل الإنفلونزا أو الفيروس التاجي/ تعبيرية

قالت صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 8 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن مسؤولي الصحة الأمريكيين حذّروا مما وصفوه بـ "توأم وبائيٍّ" مُحتمل، وهو مزيج من الإنفلونزا وفيروس كورونا المستجد، داعين إلى ضرورة تلقِّي لقاحات الإنفلونزا، فضلاً عن لقاحات كوفيد-19.

فقد حذّر الأطباء من أن موسم الإنفلونزا، الذي لم يهجم على البشر حين كان الإغلاق مُطبَّقاً على المجتمعات في العام الماضي، قد يعاود الضغط على المستشفيات في الأشهر المقبلة، وبالتالي من المتوقع أن يكون لدينا موسم إنفلونزا شديد خلال العام الجاري.

فيما كشفت بيانات المسح، التي صدرت يوم الخميس 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أن أكثر بقليلٍ من نصف البالغين الأمريكيين يخطِّطون للتطعيم ضد الإنفلونزا.

في حين لا يُعَدُّ هذا تغييراً كبيراً عن استطلاعات ما قبل جائحة كوفيد-19 التي أجرتها المؤسسة الوطنية للأمراض المعدية في الولايات المتحدة، لكن السلطات الصحية تشعر بالقلق، لأن بعض الأدلة تشير إلى موسم إنفلونزا أشد قد يأتي.

نشاط فيروس الإنفلونزا

يأتي ذلك في الوقت الذي يؤكد فيه خبراء أن الأمريكيين طوَّروا مناعةً طبيعيةً أقل ضد الإنفلونزا، لأن عدداً قليلاً منهم أُصيبَ بها في عام 2020.

من جهتها، قالت روشيل والينسكي، مديرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في بيانٍ صحفي صدر يوم الخميس 7 أكتوبر/تشرين الأول: "من المُحتمل أن يكون النشاط المنخفض هذا لفيروس الإنفلونزا بسبب التنفيذ واسع النطاق للتدابير الوقائية لفيروس كوفيد-19 مثل الأقنعة الواقية والتباعد الجسدي والبقاء في المنزل".

والينسكي أضافت: "بسبب قلة المرض العامَ الماضي، من المُرجَّح أن تكون مناعة السكَّان أقل، مِمَّا يعرِّضنا جميعاً لخطر زيادة المرض هذا العام".

كانت الولايات المتحدة قد شهدت بالفعل نمطاً مشابهاً مع عودة ظهور الفيروسات الشائعة في الصيف والربيع، وضمن ذلك الفيروس المخلوي التنفُّسي. وأبلغت المستشفيات عن أعدادٍ كبيرةٍ بشكلٍ مُذهِل من الأطفال الصغار الذين يأتون في حالةٍ خطيرة، على الأرجح لأنهم لم يتعرَّضوا للفيروسات وهم أصغر سناً في الأشهر الأولى من الإغلاق.

سيناريو مخيف

وفق صحيفة The Independent البريطانية، قد يعود فيروس الإنفلونزا أيضاً مرةً أخرى مع مزيد من الفرص للانتشار هذا الخريف والشتاء، في المدارس وأماكن العمل والشركات التي أُعيدَ فتحها، خاصةً حيث لا يُلزَم الناس بارتداء الأقنعة. وتخشى المستشفيات التي تكافح بالفعل طفراتٍ متزامنة لدى الأطفال في الإصابة بكوفيد-19 والفيروس المخلوي التنفُّسي أن يكون هناك ضغطٌ على إمدادات الأوكسجين والعاملين إذا زادت حالات الإنفلونزا وكوفيد-19 معاً في الأشهر المقبلة، وهو سيناريو مخيف لم يحدث خلال الشتاء الماضي.

بدورها، أكدت نانسي فوستر، نائبة رئيس سياسات الجودة وسلامة المرضى في جمعية المستشفيات الأمريكية، أن هذه المخاوف حادة بشكلٍ خاص بعد أن كافحت أنظمة المستشفيات، خاصةً في جنوبي الولايات المتحدة، من أجل السيطرة على الموجة الصيفية لفيروس كوفيد-19.

كما أوضحت أن بعض المستشفيات، وضمن ذلك في فلوريدا وكاليفورنيا، ينفد منها الأوكسجين، بسبب الطلب الكبير من مرضى كوفيد-19 الذين يكافحون من أجل التنفُّس.

على أثر ذلك، يخشى مديرو المستشفيات أيضاً من الإرهاق بين الأطباء والممرِّضات وأخضائيي الجهاز التنفُّسي الذين كانوا في الخطوط الأمامية في مواجهة الجائحة وشعروا بالإحباط المتزايد وهم يكافحون ضد زيادة انتشار العدوى، في حين كان من الممكن أن تمنع اللقاحات ذلك.

من جانبها، ذكرت سونيا غاندي، طبيبة الأمراض المعدية: "سيكون هذا هو السيناريو الأسوأ. هناك عدة مستشفيات تعمل بطاقتها كاملةً. لذا مع حلول فصل الشتاء فإن أفضل طريقة لحماية قدرة المستشفيات والحفاظ عليها هي تلقيح الناس قدر الإمكان".

في غضون ذلك، أظهرت دراسة بريطانية، الخميس 30 سبتمبر/أيلول 2021، أنه ليس هناك أي ضرر في تلقي لقاح الوقاية من كوفيد-19 ولقاح الإنفلونزا في التوقيت نفسه، حيث إن ذلك لا يؤثر سلباً في الاستجابة المناعية التي ينتجها أي منهما.

فيما تستعد أمريكا ودول نصف الكرة الشمالي الأخرى لشتاء صعب، حيث من المحتمل أن تزيد حالات الإصابة بالإنفلونزا في ظل تخفيف قيود كوفيد-19 وتخفيف إجراءات التباعد الاجتماعي.

من المعروف أن مواسم الإنفلونزا يصعُب التنبؤ بها. وبينما يتَّفِق الخبراء على عدم وجود موسم آخر غير مُحتمل، تشير أدلةٌ أخرى إلى أن المواسم القادمة قد تكون نموذجية أو أكثر اعتدالاً.

تحميل المزيد