قال موقع Business Insider الأمريكي، الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن منافذ إخبارية أفادت بأن شركة The Crown Estate، التي تملك العقارات والأراضي وتديرها باسم ملكة بريطانيا، اشترت على ما يبدو عقاراً بقيمة 91 مليون دولار من عائلة رئيس أذربيجان في عام 2018، بحسب وثائق باندورا المسربة.
حيث نقلت هيئة الإذاعة البريطانية BBC أن عائلة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بدا أنها حققت أرباحاً بقيمة 42 مليون دولار من بيع العقار إلى شركة The Crown Estate، وهو ما ذكرته تلك الوثائق التي نشرتها مؤسسات إعلامية تربط قيادات عالمية بإخفاء ثروات.
كان علييف قد صار رئيساً لأذربيجان، الواقعة في آسيا الوسطى، في عام 2003 بعد وفاة أبيه حيدر علييف، الذي حكم البلاد 10 سنوات. واُتهم الرئيس الحالي لأذربيجان بالفساد وتزوير أصوات الناخبين، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتلقي الرشوة، حسبما أورده موقع Business Insider الأمريكي.
اقرأ أيضاً
تدقيق قبل شراء العقار
من جهته، قال متحدث باسم شركة The Crown Estate موقع Business Insider إن الشركة أجرت تدقيقاً قبل شراء العقار، مضيفاً: "في ذلك الوقت لم نثبت أي سبب يوجب عدم المضي قدماً في العملية. بالنظر إلى الشواغل المحتملة المثارة، فإننا ننظر في المسألة".
وفق الوثائق المسربة التي حصل عليها الاتحاد الدولي للمحققين الصحفيين في واشنطن العاصمة، كان أبناء علييف الثلاثة مسجلين بوصفهم حاملي أسهم في 44 شركة مسجلة في جزر العذراء البريطانية بين عامي 2006 و2018.
في حين امتلك أبناء الرئيس الأذربيجاني 5 شركات من بين هذه الشركات، استُخدمت لشراء عقارات فاخرة في لندن تساوي أكثر من 120 مليون دولار بين عامي 2006 و2009.
بينما نوهت صحيفة The Guardian البريطانية إلى أن شركة The Crown Estate اشترت عقاراً متعدد الأغراض مكوناً من ثمانية طوابق في حي مي فير بالعاصمة لندن مقابل 91 مليون دولار في أغسطس/آب 2018 من شركة تتخذ من جزر العذراء البريطانية مقراً لها، تسمى Hiniz Trade & Investment.
كانت شركة Hiniz نفسها اشترت العقار مقابل 48 مليون دولار في 2009.
اقرأ أيضاً
"المصدر الأصلي للتمويلات"
إلا أن الوثائق المسربة لا تظهر المصدر الأصلي للتمويلات، لكنها توضح أن ملكية الشركة انتقلت من أرزو علييف، ابنة الرئيس، إلى عارف باشايف، جدها، الذي وضع الشركة في صندوق ائتماني في 2015.
فيما أوضح موقع Business Insider أن عائلة علييف لم ترد على الفور على طلبٍ للتعليق.
بدوره، أكد وزير المالية البريطاني، ريشي سوناك، الإثنين 4 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن مسؤولي الضرائب بالبلاد سينظرون في تسريب وثائق باندورا.
إذ قال سوناك، في تصريح لقناة سكاي نيوز: "اطلعت على هذه الأشياء خلال الليل.. من الواضح أنه من الصعب علي التعليق عليها على وجه التحديد، نظراً لأنها ظهرت للتو، وبالطبع ستنظر إدارة صاحبة الجلالة للإيرادات والجمارك في ذلك لنرى ما إذا كان هناك أي شيء يمكننا معرفته".
شركة The Crown Estate البريطانية
يذكر أن شركة The Crown Estate البريطانية عبارة عن محفظة من الأراضي والممتلكات والأصول التجارية المملوكة لملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، ولا تستخدم في تعزيز ممتلكاتها الخاصة، حيث إنها تُدار باستقلالية.
كما تدير الشركة ذاتها قاع البحر المملوك للملكة البريطانية حول إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية، وتعمل مع خزانة الملكة إليزابيث الثانية، وهي الوزارة المعنية بالشؤون المالية والاقتصادية في الحكومة البريطانية.
لكن ملكية هذه الشركة ليست ملكية خاصة بالملكة إليزابيث، ولا تعود إيراداتها إليها.
يذكر أن وثائق باندورا عبارة عن تسريب لأكثر من 12 مليون مستند وملف من الشركات التي تقدم خدمات خارجية في الملاذات الضريبية حول العالم.
هذه الوثائق كشفت بعض الأسرار المالية لعدد من أغنى أغنياء العالم، بما في ذلك قادة العالم وسياسيون ومشاهير.
إذ تتبع أكثر من 600 صحفي من 117 دولة، الثروات الخفية لبعض أقوى الأشخاص في العالم.