كشف شدّاد العارضة، الأربعاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021، شقيق الأسير محمود العارضة، قائد عملية الهروب من معتقل جلبوع، بداية شهر سبتمبر/أيلول، جانباً من تفاصيل المحاولة، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده بمنزله في بلدة "عرّابة" جنوبي جنين (شمال).
في المقابل فقد أفرجت سلطات الاحتلال عن شداد العارضة في 30 سبتمبر/أيلول 2021، بعد اعتقاله وخضوعه لتحقيق استمر 20 يوماً. وذكر العارضة أنه التقى شقيقه داخل السجن قبيل الإفراج عنه، وأبلغه هذه التفاصيل.
خطة الفرار
حيث كشف أن الأسرى قرروا تبكير تنفيذ خطة الفرار، بيوم؛ بعد ملاحظة أحد الحراس رمالاً من آثار الحفر، في حمّام الزنزانة.
أوضح أن الخطة كانت تنص على انتقال الأسرى الستة إلى الضفة الغربية مباشرة بعد الفرار، والسلام على أهاليهم ثم الاختفاء منفردين، ويضيف مستدركاً: "لكن حدث خلل عندما شاهد أحد السوهيرية (السجانين) تراباً مكان الحفر، فتغيرت الخطة (الهروب) من يوم الثلاثاء إلى يوم الإثنين؛ خشية الاقتحام والتفتيش".
فيما يشير إلى أن تغيير الخطة تسبب لهم بكثير من العناء، حيث كانت ليلة الهروب "شاقة، واستمروا ساعة ونصف الساعة، يحفرون في آخر متر؛ كي يخرجوا من النفق".
أضاف أن خللاً آخر حصل في عملية الهروب، عندما اعترضت سيارة إسرائيلية اثنين من الأسرى الفارين في الشارع، وكادت تصدم أحدهما، فتم التبليغ عنهما من قبل السائق. وتابع: "بعد ساعة من الركض، سمعوا (الأسرى الفارون) صوت صافرة الإنذار في السجن (عن بعد)، فتبين لهم أن هروبهم تم اكتشافه".
هدف الهروب
في حين قال إن هدف شقيقه محمود العارضة، من الهروب كان "السلام على والدته المتعبة صحياً".
ذكر أن اعتقال شقيقه مع الأسير يعقوب قادري بمدينة الناصرة، كان "بمحض الصدفة عندما أوقفتهما سيارة شرطة إسرائيلية وتعرفت عليهما".
أما عن تفاصيل عملية حفر النفق، فنقل شداد العارضة عن شقيقه "أنه (محمود) المسؤول الأول والأخير عن عملية الهروب"، وأنه صاحب فكرة الحفر بطريقة هندسية لتجاوز عمليات التفتيش الإسرائيلية.
أضاف أن شقيقه محمود اختار مكان حفر النفق بعناية، مضيفاً: "اختار المكان الذي يقف فيه الشرطي خلال عملية التفتيش، وهو أسفل المغسلة عند باب الحمام (في الزنزانة)". وذكر العارضة أن فكرة الحفر بدأت عندما حصل شقيقه محمود على قطعة حديد، استطاع من خلالها قص قطعة باطون بطول 50 سنتمتراً وعرض 30سم، خلال 21 يوماً، ثم استخدم برغياً لقص طبقة من الصاج (حديد) في 35 يوماً، وبعد ذلك اعترضته شبكة من حديد البناء، فقصها بالبرغي ذاته خلال 20 يوماً.
فيما أشار إلى أنه "بعد ذلك وجد طبقة من الباطون المسلح، تغلب عليها بما اقتطعه من حديد البناء، ثم وجد منطقة فارغة، وتراباً، كان من السهل الحفر خلاله، حتى وصل لنهاية النفق". وقال إن عملية الحفر استمرت "من شهر 12 (ديسمبر/كانون الأول 2020) حتى شهر 9 (سبتمبر/أيلول 2021)".
في المقابل يمضي محمود العارضة، في السجون الإسرائيلية حكماً بالسجن مدى الحياة، وهو معتقل منذ العام 1996، وأعيد اعتقاله من الفرار الأخير في 10 سبتمبر/أيلول 2021.
أما في يوم 6 سبتمبر/أيلول 2021، فتمكن الأسرى محمود ومحمد العارضة، إلى جانب زكريا الزبيدي ويعقوب قادري ومناضل نفيعات وأيهم كمامجي، من الفرار عبر نفق حفروه أسفل سجن جلبوع شمالي إسرائيل، لكن أعيد اعتقالهم خلال أسبوعين.