أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، السبت 2 أكتوبر/تشرين الأول 2021، في الذكرى السنوية الثالثة لمقتل الصحفي في "واشنطن بوست" جمال خاشقجي، التزام الويات المتحدة الأمريكية بـ"الدفاع عن حرية التعبير وحماية الصحفيين والنشطاء والمعارضين في كل مكان".
أضاف بلينكن، في بيان، السبت: "ستقف الولايات المتحدة دائماً وتحمي المبدأ القائل بأن الأفراد في كل مكان يجب أن يكونوا قادرين على ممارسة حقوقهم الإنسانية دون خوف من العقاب أو الأذى".
خطوات لمنع الجريمة
تابع البيان: "منذ صدور التقرير غير السري عن مقتل خاشقجي أمام الكونغرس في فبراير/شباط بالقنصلية السعودية في إسطنبول، اتخذنا خطوات لمنع تكرار مثل هذه الجريمة النكراء".
في حين قال تقرير الاستخبارات الأمريكية عن مقتل خاشقجي، وفق شبكة "سي إن إن" الامريكية في تقريرها يوم السبت، إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وافق على عملية اعتقال أو قتل الصحفي السعودي.
بيان بلينكن يوم السبت، لم يذكر ولي العهد السعودي، لكنه أشار إلى أن "وزارة الخارجية اتخذت إجراءات بموجب قرار حظر خاشقجي لفرض قيود على التأشيرات على 76 فرداً سعودياً، يُعتقد أنهم شاركوا في تهديد المعارضين في الخارج، وضمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر مقتل خاشقجي".
في المقابل ووفقاً لتقرير شبكة "سي إن إن" الأمريكية، فعندما سئل في فبراير/شباط الماضي، عن سبب فشل الولايات المتحدة في معاقبة ولي العهد شخصياً، قال بلينكن للصحفيين: "ما فعلناه من خلال الإجراءات التي اتخذناها هو في الحقيقة ليس قطع العلاقة، ولكن إعادة تقويمها، لتكون أكثر تماشياً مع اهتماماتنا وقيمنا. وأعتقد أنه يتعين علينا أن نفهم أيضاً أن هذا أكبر من أي شخص واحد".
حقوق الإنسان
فيما أنهى بلينكن بيان يوم السبت، بقوله: "في رفع لمستوى احترام حقوق الإنسان بجميع أنحاء العالم، ستقف الولايات المتحدة وتعمل مع الصحفيين الشجعان والمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم من المدافعين الذين غالباً ما يخاطرون بحياتهم للنهوض بحقوق الآخرين"، مُضيفاً أن "الولايات المتحدة ستستخدم كل أداة مناسبة، للتأكد من أنها تستطيع القيام بعملها المهم في مجال السلامة والأمن بغض النظر عن مكان وجودهم".
كذلك وفي حسابه عبر تويتر، قال بلينكن: "نكرّم جمال خاشقجي وندين مرة أخرى قتله الشنيع. نحن نقف مع المدافعين الذين يعملون لحماية حقوق الإنسان على مستوى العالم، وسنستخدم (حظر خاشقجي) والأدوات الأخرى لردع القمع العابر للحدود في أي مكان؛ لمنع حدوث مثل هذه الجريمة الفظيعة مرة أخرى".
في المقابل أحيت منصة "الحرية أولاً"، أمام الكونغرس الأمريكي بالعاصمة واشنطن، الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، الذكرى السنوية الثالثة لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول.
حيث عُرضت في المراسم صورة بارتفاع 3.5 متر تقريباً، تم إنشاؤها عن طريق جمع المقالات التي كتبها خاشقجي، وشارك في المراسم إلى جانب خطيبته التركية، خديجة جنكيز، العديد من المدافعين عن حقوق الإنسان وأصدقاء خاشقجي في الولايات المتحدة.
الوفاء بالوعود
جنكيز طالبت الرئيس الأمريكي جو بايدن، بالوفاء بوعده بمعاقبة مرتكبي جريمة قتل الصحفي السعودي، وقالت إن "خاشقجي استخدم قلمه كي يتمتع الشعب السعودي بأبسط حقوقه".
ناشدت جنكيز، بايدن ونائبته كامالا هاريس، ووجهت كلامها لهما قائلةً: "متى ستوفيان بوعودكما؟ متى ستضعان كلماتكما موضع التنفيذ؟ وهل ستواصل إدارة بايدن علاقاتها مع السعودية كما كانت دائماً رغم الوعود؟".
أضافت أنه "حينما قتل خاشقجي كان دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وفي فترته لم يُعاقب ولي العهد السعودي"، ولفتت إلى أنه في ذلك الوقت "كان بايدن مرشحاً لرئاسة البلاد، وقال حينها إن جمال خاشقجي وأقرباءه يستحقون العدالة".
استخراج أوراق شخصية
كان خاشقجي (59 عاماً)، قد قُتل وقُطّعت أوصاله بقنصلية بلاده في إسطنبول عام 2018، خلال محاولته استخراج أوراق شخصية، وبعد إصرار المسؤولين السعوديين في البداية على أن خاشقجي ترك المبنى حياً، اعترفت السلطات السعودية بمقتل الصحفي بعد أسبوعين من اغتياله.
كما أصرّت الرياض على أن عملية الاغتيال كانت عمليةً مارقة حدثت دون موافقة كبار المسؤولين.
جريمة القتل هذه تسببت في صدمة بجميع الأوساط السياسية الأمريكية؛ ما أدى إلى تكثيف الانتقادات الموجهة للمملكة في الكونغرس، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحرَّك لحماية الرياض، خاصةً ولي العهد، من التداعيات.