قالت صحيفة The New York Post الأمريكية، الجمعة 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن أعداد حالات الانتحار في الجيش الأمريكي قفزت بنسبة 15% العام الماضي، حيث شهدت زيادة كبيرة بين جنود القوات البرية ومشاة البحرية، فيما وصف كبار قادة الجيش هذه الزيادة بالمُقلقة، داعين لبذل المزيد من الجهود لوقفها.
فحسب التقرير السنوي الذي نشرته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الخميس 30 سبتمبر/أيلول 2021، انتحر 580 جندياً بالجيش الأمريكي عام 2020 مقارنة بـ504 حالات العام السابق له.
حيث قفزت أعداد حالات الانتحار بين قوات الحرس الوطني بنحو 35 حالة، من 76 حالة عام 2019 إلى 103 حالات العام الماضي، وارتفعت الحالات بين قوات الخدمة الفعلية بنسبة 20% تقريباً. وارتفعت حالات الانتحار في سلاح مشاة البحرية بأكثر من 30%، من 47 حالة إلى 62 حالة؛ بينما ارتفع عدد حالات الانتحار بين احتياطي سلاح مشاة البحرية من تسعة إلى 10.
بذلك ارتفع معدل الانتحار بين الجنود الأمريكيين النظاميين بنسبة 41.4% خلال 5 سنوات، لتسجل 28 حالة انتحار لكل 100 ألف شخص.
تعقيباً على ذلك، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية: "هذه النتائج مقلقة. معدلات الانتحار بين جنودنا وعائلاتهم لا تزال شديدة الارتفاع، والأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح".
كان أوستن قد دعا سابقاً الجيش إلى عدم الخجل من طلب المساعدة في مشكلات الصحة النفسية. وقال: "الصحة النفسية صحة، انتهى.. لذا إن كنت تشعر بالألم، فلدينا الموارد اللازمة للمساعدة. وأعلم أن قادتنا هنا ملتزمون بتسهيل توفير هذه الموارد".
تأثير جائحة كوفيد-19
لطالما كان الانتحار مشكلة في الجيش الأمريكي، وأسبابها معقدة وغير مفهومة بالكامل، غير أن قادة عسكريين قالوا في السابق إنهم يرون أن جائحة كوفيد-19 زادت من الضغط على الجنود المضغوطين أصلاً؛ إذ شارك الجنود العام الماضي في توفير الفحوصات واللقاحات بعدها رغم إصابتهم هم أنفسهم بالفيروس وكذلك أقاربهم وأصدقائهم. كما تعين عليهم أيضاً التعامل مع الانتشار المستمر في مناطق الحرب، والكوارث الوطنية، والاضطرابات المدنية العنيفة في كثير من الأحيان.
من جهته، قال لواء الجيش كليمنت كوارد، القائم بأعمال المدير التنفيذي لمكتب مواجهة الكوارث، إن الوزارة لم تر "تغيراً إحصائياً في معدلات الانتحار" حتى تشير إلى أن جائحة كوفيد-19 كان لها تأثير.
لكنه أضاف أنهم ما زالوا يدرسون هذه المشكلة، مضيفاً: "لقد عرفنا دوماً أن كوفيد، وتدابير التعامل معه، كان له تحدياته التي شكل بعضها خطراً على بعض الأفراد".
مزيد من الإجراءات
في حين أقرت هو وكارين أورفيس، مديرة مكتب منع الانتحار في الوزارة، بأن الاتجاه العام يشير إلى أنه يتعين على الوزارة اتخاذ المزيد من الإجراءات للحد من الشعور بالخجل المصاحب لطلب المساعدة.
كارين أضافت: "منع الانتحار بين جنودنا له أولوية قصوى. هذه الزيادات تؤرقني وتؤرق الوزارة. وأدرك تماماً أنه من الضروري التحرك واتخاذ المزيد من الإجراءات".
يشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أكدت سابقاً ان المجندين الذكور الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً هم الأكثر عرضة لخطر الانتحار. ورغم أنهم يشكلون أقل من 42% من إجمالي الجيش، فالرجال دون سن الثلاثين يمثلون حوالي 63% من الوفيات الناجمة عن الانتحار.
كانت أكثر طرق الانتحار شيوعاً في الجيش الأمريكي هي المسدس، يليه الشنق أو الخنق.
يشار إلى أنه في يناير/كانون الثاني المنصرم، أمر القادة العسكريون الأمريكيون بالحد من ساعات بيع المشروبات الكحولية في القواعد الجوية؛ إذ خلصت العديد من الدراسات العلمية التي راجعتها المعاهد الوطنية للصحة في أمريكا إلى أن تقييد ساعات بيع الكحول استراتيجية فعالة للحد من استهلاك الكحول المفرط والأضرار المرتبطة به.