قالت الرئاسة الفرنسية، السبت 2 أكتوبر/تشرين الأول 2021، إن الرئيس إيمانويل ماكرون بحث الوضع السياسي في تونس مع الرئيس قيس سعيد، وإن الأخير أبلغه أن حكومة جديدة ستتشكل خلال الأيام القادمة.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان راشد الغنوشي رئيس مجلس النواب التونسي، أن البرلمان في حالة انعقاد دائم، ودعا النواب إلى استئناف العمل، متحدياً قرار سعيّد تعليق عمل المجلس، وذلك في تصعيد جديد للأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد.
ضغوط على قيس سعيد
في المقابل فقد تعرَّض قيس سعيد لضغوط محلية ودولية لاختيار حكومة جديدة بعد تدخُّله، في يوليو/تموز، بإقالة رئيس الوزراء، وتعليق عمل البرلمان، واضطلاعه بالسلطة التنفيذية.
بيان رئاسة الجمهورية التونسية قال إن "رئيس الجمهورية قيس سعيّد، أجرى السبت 2 أكتوبر/تشرين الأول 2021، مكالمة هاتفية مع السيد إيمانويل ماكرون، رئيس الجمهورية الفرنسية.
وتناولت المكالمة عدداً من القضايا المتعلقة بالتعاون بين تونس وفرنسا في كافة المجالات، وتم تأكيد، بالمناسبة، دعم فرنسا لتونس بالمجال الصحي وفي مجالات التعاون التقليدية الأخرى".
ووفق البيان، أشار رئيس الدولة إلى التحسن الملحوظ للوضع الصحي في البلاد بفضل المجهودات التي بذلتها تونس على المستوى الدولي ودعم الدول الشقيقة والصديقة، مما مكّن من السيطرة على جائحة كوفيد 19، على حد وصف البيان.
وخلال المحادثة، تطرق الجانبان إلى التحضيرات الجارية لتنظيم قمة الفرنكوفونية بتونس، وتم تصوّر جملة من الأفكار التي سيتم تناولها مع الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية.
خفض التأشيرات
على صعيد آخر، عبّر رئيس الجمهورية عن أسفه لقرار تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة للتونسيين الراغبين في الانتقال إلى فرنسا. وأفاد الرئيس إيمانويل ماكرون، في هذا الإطار، بأن هذا الإجراء قابل للمراجعة.
وبحسب بيان الرئاسة التونسية، شدّد رئيس الجمهورية على أنه لا يمكن معالجة مسألة الهجرة غير النظامية إلا بناء على تصوّر جديد، مؤكداً أنه سيتم البحث عن حلول لهذه الظاهرة بعد تشكيل الحكومة التونسية الجديدة.
يأتي ذلك في حين أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد، عدم الخضوع لأي ابتزاز أو مساومة في تشكيل الحكومة الجديدة ببلاده. جاء ذلك خلال لقائه مع رئيسة الحكومة المكلفة نجلاء بودن، في قصر قرطاج بالعاصمة، وفق مقطع مصور للرئاسة التونسية.
حيث قال سعيد: "لا مجال للخضوع لأي ابتزاز أو مساومة في الحق أو محاولة التسلل لفرض اختيارات معيّنة (في إشارة إلى تشكيل أعضاء الحكومة)". واعتبر أن "الاختيارات ستكون بناءً على معايير الوطنية والقدرة على العمل والإنجاز (..) كل من يحاول التدخل وفرض اسم، ستفشل محاولاته".
أضاف: "من حق التونسيين والتونسيات أن يعيشوا بكرامة بكل حرية، وأن نستجيب لمطالبهم الإنسانية المشروعة".
تكليف نجلاء بودن بالحكومة
جدير بالذكر أنه في يوم الأربعاء، أعلنت الرئاسة التونسية، في بيان، تكليف نجلاء بودن بتشكيل الحكومة الجديدة، لتصبح أول امرأة في تاريخ البلاد تتولى هذا المنصب الرفيع.
يذكر أنه في 25 يوليو/تموز 2021 أعلن سعيّد "إجراءات استثنائية"، شملت إقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، على أن يتولى هو السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعيّن رئيسها.
حيث شملت الإجراءات كذلك تجميد اختصاصات البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وترؤس سعيّد النيابة العامة، ولاحقاً، قرر إلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية.